بحث عن:

السبت، 18 يونيو 2011

ســـجود الســهو

" رَبَّنَـــا لا تُؤَاخِذُنَــا

إِن نَّسِـــينَا

أَوْ

أَخْطَأْنَــــا "

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمــــة

========

إن الحمـد لله ، نحمـده ونسـتعينه ونسـتغفره ، ونعـوذ بالله من شرور أنفسـنا ومن سـيئات أعمالنـا مـن يهـده الله فـلا مضـل لـه ، ومـن يضلـل فـلا هـادي لـه ، وأشـهد أن لا إله إلا الله وحـده لا شـريك لـه ، وأشـهد أن محمـدًا عبـده ورسـوله .

{ يَـا أَيُّهَـا الَّذِيـنَ آمَنُـواْ اتَّقُـواْ اللهَ حَـقَّ تُقَاتِـهِ وَلاَ تَمُوتُـنَّ إِلاَّ وَأَنتُـم مُّسْـلِمُونَ } .

سورة آل عمران / آية : 102 .

{ يَـا أَيُّهَـا النَّـاسُ اتَّقُـواْ رَبَّكُـمُ الّـَذِي خَلَقَكُـم مِّـن نَّفْـسٍ وَاحِـدَةٍ وَخَلَـقَ مِنْهَـا زَوْجَهَـا وَبَـثَّ مِنْهُمَـا رِجَـالاً كَثِيراً وَنِسَـاء وَاتَّقُـواْ اللهَ الَّـذِي تَسَـاءلُونَ بِـهِ وَالأَرْحَـامَ إِنَّ اللهَ كَـانَ عَلَيْكُـمْ رَقِيبـاً } .

سورة النساء / آية : 1 .

{ يَـا أَيُّهَـا الَّذِيـنَ آمَنـُوا اتَّقُـوا اللهَ وَقُولُـوا قَـوْلاً سَـدِيداً * يُصْلِـحْ لَكُـمْ أَعْمَالَكُـمْ وَيَغْفِـرْ لَكُـمْ ذُنُوبَكُـمْ وَمَـن يُطِـعْ اللهَ وَرَسُـولَهُ فَقَـدْ فَـازَ فَـوْزاً عَظِيمـاً } .

سورة الأحزاب / آية : 70 ، 71 .

أمـا بعـد :

فـإن أصـدقَ الحديـثِ كتـابُ اللهِ ، وخيـرَ الهـديِ هـديُ محمـدٍ ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، وشـرَّ الأمـورِ محدثاتُهَـا وكـلَّ محدثـةٍ بدعـةٌ ، وكـلَّ بدعـةٍ ضلالـةٌ ، وكـلَّ ضلالـةٍ فـي النـارِ .

وبعـــد :

إن المؤمـن فـي هـذه الحيـاة القصيـرة الفانيـة عليـه أن يشـغل أوقاتـه بذكـر الله عـز وجـل ، وبعمـل الطاعـات وتجنـب المعاصـي والمنكـرات والملهيـات وتضييـع الأوقـات فيمـا لا يقربـه إلـى اللـه عـز وجـل .

والعلـم الشـرعي بكتـاب الله عـز وجـل وسـنة نبيـه ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ والعمـل بهـذا العلـم همـا العُـدَّة لكـل مؤمـنٍ في هـذه الحيـاة الدنيـا ، وسـبيلا نجاتـه فـي الآخـرة ، فـإن الله لا يضيـع أجـر مـن أحسـن عمـلاً .

روى الشـيخان من حديـث معاويـة ـ رضي الله عنه ـ عـن النبــي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال :

" مـن يُـرِدِ اللهُ بـه خيـرًا يُفَقِّهْـهُ فـي الديـن " .

رواه البخاري : ( 77 ) ، ومسلم : ( 1037 ) ( 98 ) .

فالخيـر كـل الخيـر فـي معرفَـةِ أمـور الديـن وفقههـا ، لا سـيما أعظـم الأركـان بعـد الشـهادتين وهـي

-2-

" الصـــلاة " .

وهـذا بحـث لطيـف فـي شـرح بـاب مـن أبـواب فقـه الصـلاة ، هـو بـاب : " سـجود السـهو " .

فهـذا البـاب مـن أبـواب فقـه الصـلاة ممـا يحتـاج إليـه عمـوم المسـلمين ، لأنـه مـا مِـنْ مسـلمٍ مصـلٍّ إلا ويسـهو .

لـذا شـرعنا فـي تجميـع هـذا البحـث علـى المنهـج المختـار مـن ذِكْـر الآيـات إن كانـت فـي البـاب ، وذكـر الأحاديـث النبويـة وبيـان صحيحهـا مـن ضعيفهـا ، وذكـر أقـوال السـلف الصالـح مـن الصحابـة والتابعيـن ومـن بعدهـم مـن علمـاء أهـل السـنة والجماعـة ، ثـم ترجيـح ما رجحـه الدليـل ، مـع مراعـاة أدب فقـه الخـلاف .

ويلـزم للباحـث فـي الأحكـام الشـرعية أن يجمـع بيـن الفقـه والحديـث فـإن كـلاًّ منهمـا يحتـاج إلـى صاحبـه .

" فالحديـث " الصحيـح بمنزلـة الأسـاس الـذي هـو الأصـل ، و " الفقـــه " بمنزلـة البنـاء الـذي هـو لـه كالفـرع . وكـل بنـاء لـم يوضـع علـى قاعـدة وأسـاس فهـو منهـار ، وكـل أسـاس خـلا عـن بنـاء وعمـارة فهـو قفـر وخـراب .

هـذا ، وإننـي أعتـرف بـأن الخطـأ والزلـل همـا صفتـا مَـنْ خَلَقَـهُ اللهُ مـن عَجَـل ، ولكنـي نَصَـرْتُ مـا أظنـه الحـق بمقـدار مـا علمـت منـه ، فمـن وجـد خيـرًا فمـن الله عـز وجـل ، ومـن وجـد غيـر ذلـك فمـن نفسـي والشيطـان .

نسـأل الله التوفيـق والسـداد فـي القـول والعمـل ، إنـه سـميعٌ مُجيـبٌ .

ونسـأله سـبحانه أن ينفـع بـه جامعـه ، وناسـخه ، وشـارحه ، ودَارِسـه ، ومُدَرِّسـه ، وكـل مَـنْ شـارك فيـه بـأي صـورة { يَـوْمَ لاَ يَنفَـعُ مَـالٌ وَلاَ بَنُـونَ * إِلاَّ مَـنْ أَتَـى اللهَ بِقَلْـبٍ سَـلِيمٍ } .

سورة الشعراء / آية : 88 ، 89 .

وسـبحانك اللـهم وبحمـدك أشـهد أن لا إله إلا أنـت أسـتغفرك وأتـوب إليـك .

وصلـى الله علـى نبينـا محمـد وعلـى آله وصحبـه وسـلم .

*******************

-3-

ســـجود الســهو

=============

· تعريفــه :

" السـهو " لغـة :

نسـيان الشـيء والغفلـة عنـه ، وذهـاب القلـب عنـه إلـى غيـره .

" سـجود السـهو " اصطلاحًـا :

هـو ما يكـون فـي آخـر الصـلاة أو بعدهـا ، لجبـر خلـل بالنقـص أو الزيـادة .

o فـائــدة :

ــــــــ

* ليـس علـى السـاهي حـرج ، ولا إثـم .

قـال تعالـى : { ... رَبَّنَـا لاَ تُؤَاخِذْنَـا إِن نَّسِـينَا أَوْ أَخْطَأْنَـا ... } . سورة البقرة / آية : 286 .

وعـن أبـي ذر الغفـاري قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " إنَّ الله تجـاوزَ عـن أُمتـي الخطـأَ والنسـيانَ ، ومـا اسْـتُكْرِهوا عَلَيْـهِ " .

صحيح سنن ابن ماجه / ج : 1 / باب 16 : طلاق المكره والناسي / حديث رقم : 1662 / ص : 347 . الإرواء : 82 .

* ثبـت أن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ كـان يسـهو فـي الصـلاة . وصـح عنـه أنـه قـال :

" إنمـا أنـا بشـر أنسـى كمـا تنسـون ، فـإذا نسـيت فذكِّرونـي " .

صحيح الجامع / الوجيز / ص : 125 .

وقـد وقـع " السـهو " مـن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ لِحِكَـم كثيـرة منهـا :

ـ بيـان أنـه بشـر ، يقـع منـه ما يقـع مـن غيـره ، إلا أنـه لا يُقَـرُّ عليـه ، عصمـة لمقـام النبـوة .

ـ ومنهـا : التشـريع للأمـة فـي مثـل هـذه الحـوادث .

ـ ومنهـا : التسـلية والتعـزي لمـن يقـع منـه ، فإنـه حيـن يعلـم أنـه وقـع مـن النبـي ـ صلى الله عليه

وعلى آله وسلم ـ ، فليـس عليـه حـزن أن يخشـى الخلـل فـي دينـه ، أو النقـص فـي إيمانـه ، ..... .

ـ بيـان جـواز السـهو مـن الأنبيـاء عليهـم السـلام فـي أفعالهـم البلاغيـة ، إلا أنهـم لا يُقـرُّونَ

عليـه . أمـا الأقـوال البلاغيـة فالسـهو فيهـا ممتنـع على الأنبيـاء ، ونقـل فـي ذلـك الإجمـاع .

تيسير العلام / ج : 1 / ص : 231 ، 235 .

-4-

· مشـروعية سـجود السـهو :

اتفـق العلمـاء علـى مشـروعية سـجود السـهو لمـن وقـع لـه فـي الصـلاة مـا جـرى مـن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ أو نحـوه علـى وجـه السـهو .

وقـد صـح فـي مشـروعية سـجود السـهو عـدة أحاديـث عليهـا مـدار أحكامه ، سـنذكرها فـي مواضعهـا المناسـبة لأحكامهـا . ولكـن نذكـر منهـا علـى سـبيل المثـال والاسـتئناس مـا يثبـت مشـروعية سـجود السـهو .

* فعـن أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :

" إذا نُـودِيَ بالصـلاةِ أدبـرَ الشـيطانُ لـه ضُـراطٌ حتـى لا يَسـمَعَ الأذانَ ، فـإذا قُضِـيَ الأذانُ أقبـلَ ، فـإذا ثُـوِّبَ بهـا أدبَـرَ ، فـإذا قُضِـيَ التثويـبُ أقبـلَ حتـى يَخطِـرَ بيـنَ المـرءِ ونفسِـه يقـولُ : أُذْكُـرْ كـذا وكـذا ـ مـا لـم يكـنْ يَذكُـرُ ـ حتـى يَظَـلَّ الرجـلُ إنْ يـَدري كـم صَلَّـى . فـإذا لـم يَـدْرِ أحدُكـم كـم صلَّـى ـ ثلاثـًا أو أربعـًا ـ فليَسـجُدْ سـجدتين وهـو جالـسٌ " .

فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 3 / كتاب السهو / باب : 6 / حديث رقم : 1231 / ص : 124 .

· مشـروعية سـجود السـهو فـي صـلاة الفـرض والنفـل :

يُشـرع ـ سـجود السـهو ـ فـي صـلاة الفـرض وفـي صـلاة النفـل . لكـن بشـرط أن تكـون الصـلاة ذات ركـوع وسـجود ، احتـرازًا مـن صـلاة الجنـازة ، فـإن صـلاة الجنـازة لا يشـرع فيهـا سـجود السـهو ، لأنهـا ليسـت ذات ركـوع وسـجود ، فكيـف تجبـر بالسـجود ؟ !

الشرح الممتع / ج : 3 / ص : 462 .

وورد فـي المغنـي / ج : 2 / ص : 224 :

لا فـرق بيـن النافلـة والفـرض فـي سـجود السـهو . أنـه يشـرع فيهمـا فـي قـول عـوام أهـل العلـم . ولنـا عمـوم قـول النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :

" إذا نسـي أحدكـم فليسـجد سـجدتين " .

رواه مسلم / ج : 2 / حديث رقم : 398 / ص : 126 . ا . هـ .

فـإن قـال قائـل : هـل توجبـون سـجود السـهو فـي صـلاة النفـل فيمـا لـو تـرك واجبـًا مـن واجبـات الصـلاة ؟ الجـواب : نعـم نوجبـه .

فـإن قـال : كيـف توجبـون شـيئًا فـي صـلاة نفـل ، وصـلاة النفـل أصـلاً غيـر واجبـة ؟

-5-

نقـول : إنـه لمـا تلبـس بها وجـب عليـه أن يأتـي بهـا على وفـق الشـريعة ، وإلا كـان مسـتهزئًا ، وإذا كـان لا يريـد الصـلاة فمـن الأصـل لا يصلـي ، أمـا أن يتلاعـب فيأتـي بالنافلـة ناقصـة ثـم يقـول : " لا أجبرهـا " ، فهـذا لا يوافـق عليـه . الشرح الممتع / ج : 3 / ص : 463 .

ودليـل ذلـك : قـول البخـاري فـي ترجمـة البـاب : " وسـجد ابـن عبـاس بعـد وتـره " . ( معلقًا )

ووصله ابـن أبـي شـيبة بإسـناد صحيـح عـن أبـي العاليـة قـال : " رأيت ابـن عبـاس يسـجد بعد وتـره سـجدتين " .

وتعلـق هـذا الأثـر بالترجمـة مـن جهـة أن ابـن عبـاس كـان يـرى أن الوتـر غيـر واجـب ويسـجد مـع ذلـك فيـه . الفتح / ج : 3 / ص : 126 .

· عـدم مشـروعية " سـجود السـهو " عـن " حديـث النفـس " :

لا يشـرع لحديـث النفـس سـجود سـهو ، لأن الشـرع لـم يـرد بـه ، ولأنـه لا يمكـن التحـرز منـه .

المغني / ج : 2 / ص : 223 .

· عـدم مشـروعية " سـجود السـهو " عـن " التـرك العمـد " :

لا يُشـرع ـ سـجود السـهو ـ في العمـد ، وذلـك لأن العمـد إن كـان تـرْكُ واجـب أو ركـن ، فالصـلاة باطلـةٌ لا ينفـع فيهـا سـجود السـهو ، وإن كـان تـرك سـنة فالصـلاة صحيحـة .

الشرح الممتع / ج : 3 / ص : 462 .

· فضــل سـجود السـهو :

عـن أبـي سـعيد الخُــدريِّ قـال : قـال رســول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " إذا شـكَّ أحدُكـم فـي صلاتـه فليلـقِ الشـكَّ وليبـنِ علـى اليقيـن ، إذا اسـتيقنَ التمـامَ سـجدَ سجدتين ، فـإن كانـت صلاتُـهُ تامَّـةً كانـت الركعــةُ نافلـةً والسـجدتانِ ، وإن كانـت ناقصـةً كانـت الركعـةُ تمامـًا لصلاتِـه وكانـت السـجدتان مُرْغِمَتَـي الشـيطان " .

صحيح سنن أبي داود / ج : 1 / باب : 198 / حديث رقم : 900 / ص : 191 .

" المرغمتـان " : قـال ابـن الأثيـر : يقـال : " أرغـم الله أنفـه " أي ألصقـه بالرغـام وهـو التراب . هـذا هـو الأصـل ثـم اسـتعمل فـي الـذل والعجـز عـن الانتصـاف والانقيـاد علـى كـره .

والمعنـى : المذلتـان للشـيطان . عون المعبود / ج : 3 / ص : 233 .

· هـل لسـجود السـهو تكبيـر أو تسـليم أو قيـام ؟

-6-

نعـم ، لـه تكبيـر وتسـليم ، ولكـن ليـس لـه قيـام .

عـن أبـي هريــرة ـ رضي الله عنه ـ ، قــال : صلـى بنــا رســول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسـلم ـ إحـدى

صلاتـي العشـيِّ ، ... ... ... ، فرجـع رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ إلـى مقامـه فصلـى الركعتيـن الباقيتيـن ، ثـم سَـلَّم ، ثـم كَبَّـرَ وسـجد مثـل سـجوده أو أطْوَلَ ثـم رفـع وكبـر ، وسـجد مثـل سـجوده أو أطـول ، ثـم رفـع وكبـر .

قـال : فقيـل لمحمـد ( هـو محمـد بـن سـيرين الأنصـاري ) : سـلم فـي السـهو ؟

فقـال : لـم أحفظـه عـن أبـي هريـرة ، ولكـن نُبِّئـتُ أن عمـران بـن حصيـن قـال : ثـم " سـلم " .

صحيح سنن أبي داود / ج : 1 / باب : 196 / حديث رقم : 886 / ص : 188 .

وورد فـي روايـة مسـلم :

..... فَأَتَـمّ رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ مـا بقـيَ مـن الصـلاة ، ثـم سـجد سـجدتينِ ، وهـو جالـس ، بعـد التسـليم .

صحيح مسلم / ج : 5 / حديث رقم : 1290 / ص : 71 .

· هـل يشـترط لسـجود السـهو بعـد السـلام تكبيـرة إحـرام أو يكتفـى بتكبيـر السـجود ؟

الجمهـور علـى الاكتفـاء ـ بتكبيـر السـجود ـ ، ـ إذا كـان مـا يلـزم ؛ سـجود سـهو فقـط ـ .

أمـا إذا كـان ما يلـزم ؛ إتمـام مـا بقـي مـن عـدد الركعـات ، فلابـد مـن تكبيـرة الإحـرام ثـم إتمـام مـا بقـي ثـم التسـليم ثـم سـجود السـهو مـع الاكتفـاء بتكبيـر السـجود .

عون المعبود / ج : 3 / ص : 221 .

· حكـم سـجود السـهو : (1)

سـجود السـهو واجـب ، لأمـره صلـى الله عليـه وعلـى آله وسلـم بـه : " إذا نسـي أحدكـم فليسـجد سـجدتين " . مسلم . الإرواء / ج : 2 / حديث رقم : 398 / ص : 126 .

ولمواظبتـه عليـه كلمـا نسـي ، ولـم يُخِـلّ بـه مـرة واحـدة . الوجيز / ص : 128 .

فسـجود السـهو واجـب ، إذا كـان السـهو في ركـن من أركـان الصـلاة ، أو في واجـب مـن واجبـات الصـلاة .

أمـا إذا كـان السـهو فـي سـنن الصـلاة ، ففيـه خـلاف :

------------------------------------------------------------------------

( 1 ) لأهل العلم في حكم سجود السهو في الصلاة عند وجود سببه ، قولان : الأول : أنه واجب .

الثاني : أنه مستحب . والراجح : الوجوب . صحيح فقه السنة / ج : 1 / ص : 464 .

-7-

أ ـ ..... أمـا السـنن فـلا سـجود فيهـا للسـهو ..... ، لأنهـا لـو تركـت عمـدًا ؛ لمـا ضـرَّ الصـلاة

ذلـك شـيئًا ، ولا كـان نقـصٌ ولا إثـم فـي تركهـا . المنخلة النونية / مراد شكري / ص : 39 .

ب ـ مـن تـرك سـنة ناسـيًا يسـجد للسـهو ، لعمـوم قولـه صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم :

" لكـل سـهو سـجدتان " . صحيح سنن أبي داود / حسن / الوجيز / ص : 129 .

وهـو " سـنة " ، ولا يكـون واجبـًا لئـلا يزيـد الفـرع علـى أصلـه .

الوجيز / ص : 129 . وقال في الحاشية ـ مصدر هذا الرأي ـ السيل الجرار 275 / 1.

· تكــرار الســهو فـي نفـس الصــلاة :

إذا تكـرر السـهو للمصلـي فـي الصـلاة ، فإنـه لا يتكـرر لذلـك سجود السـهو ، فـلا يلزمـه إلا سـجدتان ، عنـد جمهـور العلمـاء ، لأنـه لـم يُنْقَـلْ عـن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ولا عـن أحـد مـن أصحابـه أنهـم كـرروا السـجود لتكـرار السـهو ، مـع أن تكـرار السـهو ممكـن مـن كـل مصـلٍّ .

ولأنـه لـو لـم تتداخـل لسـجد النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ عقـب السـهو .

فلمـا أخَّـر إلـى آخـر صلاتـه دلَّ علـى أنـه إنمـا أخَّـر ليجمـع كـل سـهو فـي الصـلاة .

صحيح فقه السنة / ج : 1 / ص : 467 .

ـ ولتمـام الفائـدة ، ولمعرفـة مواضـع " السـهو " ومـا يترتب علـى ذلـك ، نذكـر أركـان الصـلاة وواجباتهـا وسـننها مـع اعتبـار اختـلاف العلمـاء فـي ذلـك ، ولا مشـاحة في الاصطـلاح .

· أركــان الصــلاة ، وواجباتهـا ، وسـننها :

ـ " الركـن " : تبطـل الصـلاة بتركـه عمـدًا ، ويؤتـى بـه عنـد التـرك سـهوًا ـ وجوبـًا ـ ويسـجد للسـهو منـه . المنخلة النونية / ص : 36 .

فعـن أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، صلى الظهـر فسـلم فـي الركعتيـن ، فقيـل لـه : نقصـت الصـلاة ! فصلـى ركعتيـن ، ثـم سـجد سـجدتين .

صحيح سنن أبي داود / ج : 1 / حديث رقم : 890 / ص : 189 .

ـ " الواجـب " : يأثـم تاركـه عمـدًا لا سـهوًا .

وإن ذكـره بعـد مفارقـة محلـه قبـل أن يصـل إلـى الركـن الـذي يليـه رجـع فأتـى بـه ، ثـم يكمـل صلاتـه ويسـلم ، ثـم يسـجد للسـهو ويسـلم .

-8-

وإن ذكـره بعـد وصولـه إلـى الركـن الـذي يليـه ، سـقط ، فـلا يرجـع إليـه ، فيسـتمر فـي صلاتـه ويسـجد للسـهو قبـل أن يسـلم . ملزمة سجود السهو للعثيمين / ص : 6 ، 7 .

دليـل ذلـك : عـن المغيـرة بـن شـعبة قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :

" إذا قـام أحدكـم مـن الركعتيـن ، فلـم يسـتَتِمَّ قائمـًا فليجلـس ، فـإذا اسـتتم قائمـًا فلا يجلـس ويسـجد سـجدتي السـهو " . صحيح . الإرواء 2 / 109 . أبو داود .

وممـا ينبغـي التنبيـه إليـه أنه ليـس فـي الحديـث التفريـق بيـن أن يكـون إلـى القيـام أقـرب فيقـوم ، أو إلـى الجلـوس فيجلـس ، وإنمـا كمـا هـو ظاهـر " فـإن ذكـر قبـل أن يسـتوي قائمـًا فليجلـس " . وإن كـان قريبـًا مـن القيـام . الوجيز / ص : 126 .

ـ " السـنة " : تـرك شـيء مـن سـنن الصـلاة لا يؤثـر فـي صحـة الصـلاة ، سـواء كـان هـذا التـرك عمـدًا أم سـهوًا .

دليـل ذلـك : تـرك الرسـول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ للتسـليمة الثانيـة ( فهـي سـنة ) ، ولـم يسـجد للسـهو ... .

عـن عائشـة : " أن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسـلم ـ كـان يسـلم في الصـلاة تسـليمة واحـدة تلقـاء وجهـه ، يميـل إلـى الشـق الأيمـن شـيئًا " .

صحيح . صحيح الترمذي / الوجيز / ص : 97 .

· أركــان الصــلاة : (1)

1 ـ تكبيـرة الإحـرام . 2 ـ القيـام فـي الفـرض للقـادر عليـه .

3 ـ قـراءة الفاتحـة فـي كـل ركعـة . 4 ـ الركـوع .

5 ـ الطمأنينـة فيـه . 6 ـ الاعتـدال بعـد الركـوع .

7 ـ الطمأنينـة فيـه . 8 ـ السـجود .

9 ـ الطمأنينـة فيـه . 10 ـ الجلـوس بيـن السـجدتين .

11 ـ الطمأنينـة فيـه . 12 ـ التشـهد الأخيـر .

13 ـ الصـلاة علـى النبـي بعـد التشـهد الأخيـر . 14 ـ التسـليمة الأولـى .

· واجبــات الصــلاة :

--------------------------------------------------------------------------------

( 1 ) لتفصيل أركان الصلاة وواجباتها وسننها وأدلة ذلك ، يرجع إلى كتاب الوجيز في فقه السنة والكتاب العزيز من ص : 86 : 100 .

-9-

1 ـ تكبيـرات الانتقـال ، وقـول : " سـمع الله لمـن حمـده ، ربنـا لـك الحمـد " .

2 ـ التشـهد الأول .

· ســنن الصــلاة :

وسـننها قسـمان : قوليـة وفعليـة .

فأمـا القوليـة فهـي :

1 ـ دعـاء الاسـتفتاح .

2 ـ الاسـتعاذة .

3 ـ التأميـن .

4 ـ القـراءة بعـد الفاتحـة . وتسـن القـراءة فـي الأخرييـن أحيانًـا .

5 ـ التسـبيح فـي الركـوع والسـجود .

6 ـ الزيـادة فـي الاعتـدال علـى قـول : ربنـا ولـك الحمـد ، بإحـدى الزيـادات ـ الـواردة فـي السـنة

الصحيحـة ـ .

7 ـ الدعـاء بيـن السـجدتين .

8 ـ الصـلاة علـى النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ بعـد التشـهد الأول لفعلـه صلـى الله عليـه وعلى آله

وسـلم ذلـك .

9 ـ الدعـاء بعـد التشـهد الأول والثانـي سـواء . نظم الفرائد / ج : 1 / ص : 347 .

10ـ التسـليمة الثانيـة .

السـنن الفعليـة :

1 ـ رفـع اليديـن عنـد تكبيـرة الإحـرام ، وعنـد الركــوع والرفـع منـه ، وعنـد القيـام مـن التشـهد

الأول ، ويُسَـن رفعهمـا أحيانًـا عنـد كـل خفـض ورفـع .

2 ـ وضـع اليميـن علـى الشـمال فـوق الصـدر .

3 ـ النظـر إلـى موضـع السـجود .

4 ـ هيئـات الركـوع ( وضـع الظهـر ـ وضـع اليديـن علـى الركبتيـن ..... ) .

5 ـ تقديـم اليديـن علـى الركبتيـن فـي السـجود .

6 ـ أن يفعـل فـي سـجوده مـا تضمنتـه الأحاديـث مـن الهيئـات : ( التفريـج بيـن اليديـن حتـى يبـدو

بيـاض إبطيـه ، ضـم الأصابـع ، اسـتقبال القبلـة بكفيـه وأصابعـه ، رص العقبيـن ) .

7 ـ الافتـراش .

-10-

8 ـ أن لا ينهـض مـن السـجود حتـى يسـتوي جالسـًا ، ( جلسـة الاسـتراحة ) .

9 ـ أن يعتمـد علـى الأرض إذا قـام مـن الركعـة .

10 ـ التـورك .

11 ـ الجلـوس بيـن السـجدتين إمـا إقعـاءً وإمـا افتراشًـا .

الوجيز / ص : 90 : 100 / بتصرف .

· أنــواع الســهو :

السـهو الـوارد فـي السـنة أنـواع : " زيـادة ، ونقـص ، وشـك " .

كلهـا وردت عـن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ " الزيـادة " و " النقـص " مـن فعلـه ، و " الشـك " مـن قولـه عليـه الصـلاة والسـلام . الشرح الممتع / ج : 3 / ص : 461 .

· موضــع ســجود الســهو :

اختلـف العلمـاء فـي كيفيـة الأخـذ بأحاديـث السـهو .

هـل السـجود قبـل السـلام أم بعـده ومـا تفصيـل ذلـك ؟

* قـال القاضـي عيـاض ـ رحمه الله تعالى ـ ، وجماعـة مـن أصحابنـا :

ولا خـلاف بيـن هـؤلاء المختلفيـن ، وغيرهـم مـن العلمـاء : أنـه لـو سـجد قبـل السـلام ، أو بعـده للزيـادة أو النقـص ، أنـه يجزئـه ، ولا تفسـد صلاتـه ، وإنمـا اختلافهـم فـي الأفضـل والله أعلـم .

( صحيح مسلم / ج : 5 / ص : 59 ) .

* وقـال الشـيخ العثيميـن ـ رحمه الله ـ فـي رسـالته " سـجود السـهو " : ص : 66 :

ـ أفـاد المؤلـف ( أي صاحـب المتـن ) : أن كون السـجود قبل السـلام أو بعـده على سـبيل الأفضليـة وليـس علـى سـبيل الوجـوب ، وأن الرجـل لو سـجد قبـل السـلام فيمـا موضِعُـه بعـد السـلام فـلا إثـم عليـه .

ولـو سـجد بعـد السـلام فيمـا موضِعُـه قبـل السـلام فـلا إثـم عليـه ـ علـى الراجـح ـ .

ـ مـا هـو الأفضـل : الـذي قبـل السـلام أو بعـده ؟

مـا كـان للزيـادة ؛ فهـو بعـد السـلام ، ومـا كـان عـن نقـص ؛ فهـو قبـل السـلام ـ على الراجـح ـ هـذا فـي الزيـادة والنقـص .

وأمـا فـي الشـك فمـا بَنَـى الإنسـان فيـه علـى غالـب ظنـِّه فهـو بعـد السـلام ومـا بنـى فيـه علـى اليقيـن فهـو قبـل السـلام . ا . هـ .

-11-

وتفصيـل ذلـك وأدلتـه مـن رسـالة صغيـرة للعثيميـن فـي " سـجود السـهو " / ص : 5 :

أولاً : " النقـص " :

أ ـ نقـص " الأركـان " :

إذا نقـص المصلـي ركنـًا مـن صلاتـه ، فـإن كـان تكبيـرة الإحـرام فـلا صـلاة لـه ، سـواء تركهـا عمـدًا أم سـهوًا لأن صـلاته لـم تنعقـد .

وإن كـان غيـر تكبيـرة الإحـرام ، فـإن تركـه متعمـدًا بطلـت صلاتـه .

وإن تركـه سـهوًا ، فـإن وصـل إلـى موضعـه مـن الركعـة الثانيـة لغـت الركعـة التـي تركـه منهـا ، وقامـت التـي تليهـا مقامهـا . وإن لـم يصـل إلـى موضعـه مـن الركعـة الثانيـة وجـب عليـه أن يعـود إلـى الركـن المتـروك ، فيأتـي بـه وبمـا بعـده ، وفـي كلتـا الحالتيـن يجـب عليـه أن يسـجد للسـهو بعـد السـلام .

مثـال ذلـك : شـخص نسـي السـجدة الثانيـة مـن الركعـة الأولـى فذكـر ذلـك وهـو جالـس بيـن السـجدتين فـي الركعـة الثانيـة ، فتُلْغَـى الركعـة الأولـى وتقـوم الثانيـة مقامهـا فيعتبرهـا الركعـة الأولـى ويكمـل عليهـا صلاتـه ويسـلم ثـم يسـجد للسـهو ويسـلم .

مثـال آخـر : شـخص نسـي السـجدة الثانيـة والجلـوس قبلهـا مـن الركعـة الأولـى فَذَكَـرَ ذلك بعـد أن قـام مـن الركـوع فـي الركعـة الثانيـة ، فإنـه يعـود ويجلـس ويسـجد ثم يكمـل صلاتـه ويسـلم ثـم يسـجد للسـهو ويسـلم .

ب ـ نقـص الواجبـات :

إذا تـرك المصلـي واجبـًا من واجبـات الصـلاة متعمـدًا بطلـت صلاتـه . وإن كان ناسـيًا وذكـره قبـل أن يفـارق محلـه مـن الصـلاة ، أتـى بـه ولا شـيء عليـه .

وإن ذكـره بعـد مفارقـة محلـه قبـل أن يصـل إلـى الركـن الـذي يليـه رجـع فأتـى بـه ثـم يكمـل صلاتـه ويسـلم ثـم يسـجد للسـهو ويسـلم .

وإن ذكـره بعـد وصولـه إلـى الركــن الـذي يليـه ، سـقط ، فـلا يرجــع إليـه فيسـتمر فـي صلاتـه

ويسـجد للسـهو قبـل أن يسـلم .

مثـال ذلـك : شـخص رفـع مـن السـجود الثانـي فـي الركعـة الثانيـة ليقـوم إلـى الثالثـة ناسـيًا التشـهد الأول فذكـر قبـل أن ينهـض فإنـه يسـتقر جالسـًا فيتشـهد ثـم يكمـل صلاتـه ولا شـيء عليـه .

وإن ذكـر بعـد أن ينهـض قبــل أن يسـتتم قائمًـا رجــع فجلـس وتشـهد ثـم يكمــل صلاتـه ويسـلم

ثـم يسـجد للسـهو ويسـلم .

-12-

وإن ذكــر بعـد أن اسـتتم قائمًـا سـقط عنـه التشـهد فـلا يرجــع إليـه ، فيكمــل صلاتـه ويسـجـد

للسـهو قبـل أن يسـلم . ملزمة العثيمين الصغيرة / ص : 7 .

الدليـل : مـن تيسـير العـلام .

عـن عبـدِ الله بـنِ بُحَيْنَـةَ ـ وكـان مـن أصحـاب النبـي ـ صلى الله عليه وعلي آله وسلم ـ : أن النبـيَّ صلـى بهـم الظهـرَ ، فقـام فـي الركعتيـن الأولييـنِ ولـم يجلـس فقـام النـاس معـه ، حتـى إذا قضـى الصـلاةَ وانتظـرَ النـاسُ تسـليمَهُ كَبَّـرَ وهـو جالـس ، فسـجد سـجدتينِ قبـلَ أن يُسـلِّم ثـم سـلم .

رواه البخاري / كتاب : تيسير العلام / ج : 1 / حديث رقم : 102 / ص : 237 .

مـا يؤخـذ مـن الحديـث :

ـ وجـوب سـجود السـهو لمـن سـها فـي الصـلاة وتـرك التشـهد الأول .

ـ أن التشـهد الأول ليـس بركـن ، ولـو كـان ركنـًا ، لمـا جبـر النقـص بـه سـجود السـهو ـ فقـط ـ

ولـم يكـن بـد مـن الإتيـان بـه كسـائر الأركـان .

ـ أن تعـدد السـهو يكفـي لـه سـجدتان ، فـإن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ تـرك ـ هنـا ـ الجلـوس والتشـهد معـًا .

ـ أن سـهو الإمــام لاحـق للمأموميـن ، لأنهـم تركــوا التشـهد عمـدًا ، والمتعمـد ليـس عليـه سـهو

لتـرك الواجـب ، وإنمـا تبطـل صلاتـه فـي غيـر مثـل هـذه الصـورة .

ـ أهميـة متابعـة الإمـام ، حيـث أقرهـم النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ علـى متابعتـه وتركهـم الجلـوس

مـع علمهـم بذلـك . تيسير العلام / شرح عمدة الأحكام / ص : .

ثانيًــا : " الزيـادة " :

إذا زاد المصلـي فـي صلاتـه قيامًـا أو قعـودًا أو ركوعًـا أو سـجودًا متعمـدًا بطلـت صلاتـه .

وإن كـان ناسـيًا ولـم يذكــر الزيـادة حتـى فــرغ منهـا فليـس عليـه إلا سـجود السـهو ، وصلاتـه

صحيحـة .

وإن ذكـر الزيـادة فـي أثنائهـا وجـب عليـه الرجــوع عنهـا ووجـب عليـه سـجود السـهو ، وصلاتـه

صحيحـة .

مثـال ذلـك : شـخص صلـى الظهـر ـ مثـلاً ـ خمـس ركعـات ، وذكـر الزيـادة وهـو فـي أثنـاء الركعـة الخامسـة ، فعليـه أن يجلـس فـي الحـال ويتشـهد ويسـلم ثـم يسـجد للسـهو ويسـلم .

وإن ذكـر الزيـادة وهـو فـي التشـهد فيكمـل التشـهد ويسـلم ثـم يسـجد للسـهو ويسـلم .

-13-

فـإن لـم يذكـر الزيـادة إلا بعـد السـلام سـجد للسـهو وسـلم .

الدليـل : عـن عبـد الله بـن مسـعود ـ رضي الله عنه ـ أن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ صلـى الظهـر خمسـًا فقيـل لـه : أزيـد فـي الصـلاة ؟ فقـال : ومـا ذاك ؟ قالـوا : صليـت خمسـًا ، فسـجد سـجدتيـن بعـد مـا سـلم .

وفـي روايـة : فثنـى رجليـه واسـتقبل القبلـة فسـجد سـجدتين ثـم سـلم .

رواه الجماعة : أي البخاري ومسلم والترمذي ..... .

ملزمة سجود السهو الصغيرة / العثيمين / ص : 3 ، 4 .

ورد فـي فتـح البـاري / ج : 3 / كتاب السهو / ص : 114 ..... تعليقًـا علـى هـذا الحديـث :

..... وإنمـا تابعـه الصحابـة لتجويزهـم الزيـادة فـي الصـلاة لأنـه كـان زمـان توقـع النسـخ . ا . هـ .

ـ السـلام قبـل تمـام الصـلاة :

السـلام قبـل تمـام الصـلاة مـن " الزيـادة " فـي الصـلاة .

ووجـه كونـه مـن الزيـادة أنـه زاد تسـليمًا فـي أثنـاء الصـلاة .

فـإذا سـلم المصلـي قبـل تمـام صلاتـه متعمـدًا بطلـت صلاتـه .

وإن كـان ناسـيًا ولـم يذكـر إلا بعـد زمـن (1) طويـل ، أعـاد الصـلاة مـن جديـد .

وإن ذكـر بعد زمـن قليـل كدقيقتيـن وثـلاث ، فإنـه يكمـل صلاتـه ويسـلم ثـم يسـجد للسـهو ويسـلم .

رسالة العثيمين الصغيرة في سجود السهو .

فعـن أبـي هريـرة قـال : صلـى لنـا رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ صلاة العصـر ، فسـلم في ركعتيـن ، فقـام ذو اليديـن فقـال : أقُصِـرَتِ الصـلاةُ يا رسـول الله ! أم نسـيتَ ؟ فقـال رسـول الله : " كـلُّ ذلـك لـم يكـنْ " .

فقـال : قـد كـان بعـضُ ذلـك ، يـا رسـول اللهِ ! فأقبـل رسـولُ الله علـى النـاس فقـال : " أصـدق ذو اليديـن " ؟ فقالـوا : نعـم يـا رسـول اللهِ ! فأتـمَّ رسـولُ الله مـا بقـي مـن الصـلاة ، ثـم سـجد سـجدتين وهـو جالـس . بعـدَ التسـليم .

رواه مسلم / ج : 5 / باب : السهو والسجود له / حديث رقم : 1290 / ص : 71 .

مـا يؤخـذ مـن الحديـث :

ـ أن الخـروج مـن الصــلاة قبـل إتمامهـا ـ مـع ظـن أنهـا تمـت ـ لا يقطعهـا ، بـل يجــوز البنـاء

عليهـا ، وإتمـام الناقـص منهـا . تيسير العلام / ص : 235 .

--------------------------------------------------------------------------------

( 1 ) بينما علق الشيخ آل بسام على حديث ذي اليدين بأنه يؤخذ من الحديث : صحة بناء ما ترك من الصلاة على أوَّلها ، ولو طال الفصل .

( تيسير العلام ... آل بسام تعليقًا على حديث ذي اليدين / حديث رقم : 101 / ص : 233 ، ... / بتصرف ) .

-14-

ـ إثبـات سـجود السـهو ، وأنـه سـجدتان ، وأنـه يكبــر لكـل واحـدة منهمـا ، وأنهمـا علـى هيئــة

سـجود الصـلاة لأنـه أطلـق السـجود ، فلـو خالـف المعتـاد لبينـه ، وأنـه يسـلم مـن سـجود السـهو ،

وأنـه لا تشـهد لـه .

وفـي هـذا الحديـث دليـل علـى أن العمـل الكثيـر والخطـوات ، إذا كانـت فـي الصـلاة سـهوًا لا تبطلهـا ،

كمـا لا يبطلهـا الكـلام سـهوًا . صحيح مسلم / ج : 5 / ص : 73 ، 74 .

* وقـال فـي تيسـير العـلام / ج : 1 / ص : 236 :

ـ الحركـة التـي مـن غيـر جنـس الصــلاة لا تبطـل الصــلاة ولـو كثـرت ، إذا وقعــت مـن الجاهـل

والناسـي .

ـ أن سـجود السـهو لا يتعـدد ولـو تعـددت أسـبابه ، فـإن النبـي سـلم ونقـص الصـلاة (1) ، ومـع ذلـك

اكتفـى بسـجدتين . ا . هـ .

* وقـال الشـيخ العثيميـن ـ رحمه الله ـ فـي رسـالته الصغيـرة / ص : 5 :

وإذا سـلم الإمـام قبـل تمـام صلاتـه وفـي المأموميـن مـن فاتهـم بعـض الصـلاة فقامـوا لقضـاء ما فاتهـم ثـم ذكـر الإمـام أن عليـه نقصـًا فـي صلاتـه فقـام ليتمهـا فـإن المأموميـن الذيـن قامـوا لقضـاء مـا فاتهـم يخيـرون بيـن أن يسـتمروا فـي قضـاء مـا فاتهـم ويسـجدوا للسـهو ، وبيـن أن يرجعـوا مـع الإمـام فيتابعـوه ، فـإذا سـلم قضـوا ما فاتهـم وسـجدوا للسـهو بعـد السـلام . وهـذا أولـى وأحـوط .

ا . هـ .

ثالثًــا : " الشـــك " :

الشـك : هـو التـردد بيـن أمريـن أيهمـا الـذي وقـع .

والشـك لا يلتفـت إليـه فـي العبـادات فـي ثـلاث حـالات :

الأول : إذا كـان مجـرد وهـم لا حقيقـة لـه ، كالوسـاوس .

الثانـي : إذا كثـر مـع الشـخص بحيـث لا يفعـل عبـادة إلا حصـل لـه فيهـا شـك .

الثالـث : إذا كـان بعـد الفـراغ مـن العبـادة ، فـلا يلتفـت إليـه مـا لـم يتيقـن الأمـر فيعمـل بمقتضى يقينـه .

مثـال ذلـك : شـخص صلـى الظهـر فلما فـرغ مـن صلاتـه شـك هل صلـى ثلاثًـا أو أربعًـا ، فـلا يلتفـت

--------------------------------------------------------------------------------

( 1 ) سلم ونقص الصلاة : أي أن هناك سهو بالزيادة وهو التسليم .

وسهو بالنقصان وهو صلاة العصر ركعتين بدلاً من أربع .

-15-

لهـذا الشــك ، إلا أن يتيقـن أنـه لـم يصــل إلا ثلاثًـا ، فإنـه يكمـل صلاتـه ، ثـم يسـلم ، ثـم يسـجد

للسـهو ويسـلم .

وأمـا الشـك فـي غيـر هـذه المواضـع الثلاثـة ، فإنـه معتبـر .

ولا يخلـو الشـك فـي الصـلاة مـن حاليـن :

* " الحـــال الأول " :

أن يترجـح عنـده أحـد الأمريـن فيعمــل بمـا ترجـح عنـده فيتــم عليـه صلاتـه ويسـلم ، ثـم يسـجد

للسـهو ويسـلم .

مثـال ذلـك :

شـخص يصلـي الظهـر فشـك فـي الركعـة هـل هـي الثانيـة أو الثالثـة ، لكـن ترجـح عنـده أنهـا الثالثـة ، فإنـه يجعلهـا الثالثـة فيأتـي بعدهـا بركعـة ويسـلم ، ثم يسـجد للسـهو ويسـلم .

دليـل ذلـك :

مـا ثبـت فـي الصحيحيــن وغيرهمـا مـن حديـث عبـد الله بـن مسـعود ـ رضي الله عنه ـ ، أن النبــي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال : " إذا شـك أحدكـم فـي صلاتـه فليتحـر الصـواب ، فليتـم عليـه ثـم ليسـلم ، ثـم يسـجد سـجدتين " . هذا لفظ البخاري .

* " الحــال الثانيــة " :

أن لا يترجـح عنـده أحـد الأمريـن ، فيعمـل باليقيـن وهـو " الأقـل " فيتـم عليـه صلاتـه ويسـجد للسـهو قبـل أن يسـلم ثـم يسـلم .

مثــال ذلـك :

شـخص يصلـي العصـر فشـك فـي الركعـة هـل هـي الثانيـة أو الثالثـة ولـم يترجـح عنـده أنهـا الثانيـة أو الثالثـة ، فإنـه يجعلهـا الثانيـة فيتشـهد التشـهد الأول ويأتـي بعـده بركعتيـن ويسـجد للسـهو ويسـلم .

الدليــل :

عـن أبـي سـعيد الخـدري ـ رضي الله عنه ـ أن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال :

" إذا شـك أحدكـم فـي صلاتـه فلـم يـدر كـم صلـى ، ثلاثـًا أم أربعـًا ، فليطـرح الشـك وَلْيَبْـنِ علـى مـا اسـتيقن ثـم يسـجد سـجدتين قبـل أن يسـلم ، فـإن كـان صلـى خمسـًا شـفعن لـه صلاتـه (1) ، وإن كـان صلـى إتمامـًا لأربـع كانتـا (2) ترغيمـًا للشـيطان " .

رواه مسلم .

( 1 ) شـفعن لـه صلاتـه : أي أن " سـجدتي السـهو " شـفعن لـه صلاتـه .

-16-

( 2 ) كانتـا : أي أن " سـجدتي السـهو " كانتـا ترغيمـًا للشـيطان .

رسالة " سجود السهو " الصغيرة للعثيمين / ص : 8 ، 9 .

o فـائــدة :

ــــــــ

إذا شـك ـ شـخص ـ فـي صلاتـه فعمـل باليقيـن أو بمـا ترجـح عنـده حسـب التفصيـل المذكـور ، ثـم تبيـن لـه أن مـا فعلـه مطابـق للواقـع وأنـه لا زيـادة فـي صلاتـه ولا نقـص سـقط عنـه سـجود السـهو ، لـزوال موجـب السـجود وهـو الشـك .

وقيـل : لا يسـقط عنـه ليراغـم بـه الشـيطان لقـول النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :

" وإن صلـى إتمامـًا كانـت ترغيمًـا للشـيطان " ، ولأنـه أدى جـزءًا مـن صلاتـه شـاكًّا فيـه حيـن أدائـه ، وهـذا هـو " الراجـح " .

مثــال ذلـك :

شـخص يصلـي فشـك فـي الركعـة أهـي الثانيـة أم الثالثـة ولـم يترجـح عنـده أحـد الأمريـن ، فجعلهـا الثانيـة ، وأتـم عليهـا صلاتـه ، ثـم تبيـن لـه أنهـا هـي الثانيـة فـي الواقـع .

الـرأي الأول المرجـوح : لا سـجود عليـه .

الـرأي الثانـي الراجـح : عليـه سـجود ـ للسـهو ـ قبـل السـلام .

رسالة العثيمين الصغيرة / ص : 10 / بتصرف يسير .

· إذا ســها الإمـام وجـب علـى المأمـوم متابعتـه فـي سـجود السـهو :

إذا سـها الإمـام وجـب علـى المأمـوم متابعتـه فـي سـجود السـهو سـواء سـها المأمـوم أم لـم يسـه ، لعمـوم قـول النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " إنمـا جعـل الإمـام ليؤتـم بـه فلا تختلفـوا عليـه ... إلـى أن قـال : وإذا سـجد فاسـجدوا " . متفق عليه من حديث أبي هريرة .

وسـواء سـجد الإمـام للسـهو قبـل السـلام أو بعـده ، فيجـب علـى المأمـوم متابعتـه ، إلا أن يكـون مسـبوقًا ، أي قد فاتـه بعـض الصـلاة ، فإنـه لا يتابعـه في السـجود بعده (1) لتعـذر ذلـك ، إذ المسـبوق لا يمكـن أن يسـلم مع إمامـه ، وعلـى هـذا فيقضـي ما فاتـه ، ويسـلم ، ثـم يسـجد للسـهو ويسـلم .

مثـــال ذلـك :

رجـل دخـل مـع الإمـام فـي الركعـة الأخيـرة ، وكـان علـى الإمـام " سـجود سـهو " بعـد السـلام ، فـإذا سـلم الإمـام فليقـم هـذا المسـبوق لقضـاء مـا فاتـه ولا يسـجد مـع الإمـام ، فـإذا أتـم مـا فاتـه

---------------------------------------------------------------------------------

( 1 ) بعده : أي بعد التسليم .

-17-

وسـلم ، سـجد بعـد السـلام .

رسالة سجود السهو الصغيرة / للشيخ العثيمين / ص : 11 .

مســألة :

لـو فُـرِضَ أن الإمـام لا يَـرَى وجـوب " سـجود السـهو " ، والمأمـوم يـرى وجـوب " سـجود السـهو " مثـل " التشـهد الأول " ، يـرى بعـض العلمـاء أنه سُـنَّة ـ كمـا هـو مذهـب الشـافعي ـ ، وليـس بواجـب فـإذا تركـه الإمـام ، ولكـن لـم يسـجد للسـهو بِنَـاءً علـى أنه سُـنَّة ، وأن السـنة لا يجـبُ لهـا سـجود السـهو .

فهـل علـى المأمـوم الـذي يـرى أن سـجود السـهو واجـب ، هـل عليـه سـجود ؟

الجـواب : لا .

لأن إمامُـهُ يَـرَى أنـه لا سـجود عليـه وصلاتـه مرتبطَـة بصـلاة الإمـام وهـو لـم يحصـل منـه خَلَـل ، فالمأمـوم يجـب أن يتابـع الإمـام وقـد قـام بمـا يجـب عليـه .

أمـا لـو كـان الإمـام يـرى وجـوب سـجود السـهو ، ولكـن لـم يسـجد فسَـبَّحْنَا بـه للسـجود ، ولكنـه

لـم يسـجد ونحـن نعلـم أنـه يـرى وجـوب السـجود ..... اختلـف أهـل العلـم فـي هـذا :

قـال بعضهـم حينئـذ يسـجد المأمـوم إذا أَيَـس مِـن سـجود إمامـه ، لأن صلاتَـه مُرْتَبِطَـة بصـلاة الإمـام ، والإمـام فعـل مـا يُوجـب السـجود ـ للسـهو ـ ، وتَـرَكَ السـجود ـ للسـهو ـ مـن غيـر تأويـل ، فوجـب علـى المأمـوم أن يَجْبُـرَ هـذا النقـص ويسـجد .

سجود السهو / للعثيمين / ص : 61 .

وقـال البعـض الآخـر :

إن لـم يسـجد الإمـام لـم يسـجدوا لمـا فيـه مـن مخالفـة الإمـام .

صحيح فقه السنة / ج : 1 / ص : .

· إذا سـها المأمـوم خلـف إمامـه :

إذا سـها المأمـوم خلـف الإمـام ، فـإن الإمـام يحمـل عنـه سـهوه ، وليـس عليـه سـجود للسـهو عنـد أكثـر أهـل العلـم مـن الأئمـة الأربعـة وغيرهـم .

ـ قـال الشـيخ الألبانـي فـي إرواء الغليـل ( 2 / 132 ) :

" نحـن نعلـم يقينًـا أن الصحابـة الذيـن كانـوا يقتـدون بـه صلـى الله عليـه وعلـى آله وسلم كانـوا يسـهون وراءه سـهوًا يوجـب السـجود عليهـم لـو كانـوا منفرديـن ، هـذا الأمـر لا يمكـن لأحـد إنكـاره ، فـإذا كـان كذلـك فلـم ينقـل أن أحـدًا منهـم سـجد بعـد سـلامه صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم ولـو كـان مشـروعًا لفعلـوه ، ولـو فعلـوه لنقلـوه ، فـإذا لـم يُنْقَـلْ دلَّ علـى أنـه لـم يشـرع ، وهـذا ظاهـر

-18-

ـ إن شـاء الله تعالـى ـ وقـد يؤيـد ذلـك ما ورد فـي حديـث معاويـة بـن الحكـم السـلمي أنـه تكلـم فـي الصـلاة خلفـه صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم جاهـلاً بتحريمـه ثـم لـم يأمـره النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ بسـجود السـهو " . ا . هـ .

صحيح فقه السنة / ج : 1 / ص : 470 .

ـ وقـال الشـيخ العثيميـن ـ رحمه الله ـ :

وإذا سـها المأمـوم دون الإمـام ، ولـم يفتـه شـيء مـن الصـلاة ، فـلا سـجود عليـه ، لأن سـجوده يـؤدي إلـى الاختـلاف علـى الإمـام واختـلال متابعتـه ، ولأن الصحابـة ـ رضي الله عنهـم ـ تركـوا التشـهد الأول حيـن نسـيه النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ( وهـو واجـب مثـل سـجود السـهو ) فقامـوا معـه ولـم يجلسـوا للتشـهد مراعـاة للمتابعـة وعـدم الاختـلاف عليـه .

فـإن فاتـه شـيء مـن الصـلاة فسـها مع إمامـه أو فيمـا قضـاه بعـده ، لـم يسـقط عنـه السـجود ، فيسـجد للسـهو إذا قضـى قبـل السـلام أو بعـده حسـب التفصيـل السـابق .

مثــال ذلـك :

مأمـوم نسـي أن يقــول " سـمع الله لمـن حمـده " ، ولـم يفتـه شـيء مـن الصــلاة ـ أي لـم يفتـه

ركـن ـ فـلا سـجود عليـه ، فـإن فاتتـه ركعـة أو أكثـر قضاهـا ثـم سـجد للسـهو قبـل السـلام .

رسالة سجود السهو الصغيرة / للعثيمين / ص : 12 / بتصرف .

o فـائــدة :

ــــــــ

ـ إذا اجتمـع علـى المصلـي سـهوان ، موضـع أحدهمـا قبـل السـلام ، وموضـع الثانـي بعـده ، فقـد قـال العلمـاء : يُغَلَّـبُ ما قبـل السـلام ، فيسـجد قبلـه . ملزمة العثيمين / ص : 14 .

ـ لو قـرأ ـ القـرآن ـ وهو راكـع أو سـاجد نسـيانًا ، هـل يجـب أن يسـجد للسـهو ، أو يسـن ؟ .

الجـواب : جمهـور أهـل العلـم : لا يـرون الوجـوب . ا . هـ .

الشرح الممتع / ج : 3 / ص : 531 .

· ومـن كتـاب : " القـول المبيـن فـي أخطـاء المصليـن " لمشـهور حسـن سـلمان /

ص : 142 : 144 :

مـن أخطـاء العـوام فـي الصـلاة :

ـ قـول بعضهـم عنـد سـهوه فـي الصـلاة ، فـي سـجود السـهو :

" سـبحان مـن لا يسـهو ولا ينـام " .

-19-

ولا يوجـد لهـذا القـول أصـل يعتمـد عليـه فـي الشـرع .

ـ قـال صاحـب السـنن والمبتدعـات / ص : 74 ، 75 :

" ولـم يحفـظ عنـه صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم ذِكْـر خـاص لسـجود السـهو ، بـل أذكـاره كسـائر أذكـار سـجود الصلـوات " .

وأما مـا يقـال مـن أنـه يقـول فيـه : " سـبحان مـن لا يسـهو ولا ينـام " .

فلـم يفعلـه النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، ولا أصحابـه ، ولـم يـدل عليـه دليـل مـن السـنة أَلْبتَّـة ، وإنمـا هـو منـام رآه بعـض كبـار مخرفـي الصوفيـة ، فـلا تلتفتـوا إليـه ، وخـذوا دينكـم مـن كتـب السـنة الصحيحـة ، ومـا عـداه فـردوه إلـى قائلـه ، ثـم إثبـات هـذا فـي المؤلفـات ، وجعلـه دينًـا وشـرعًا ، ضـلال كبيـر وفسـاد عريـض .

ـ ومـن الأخطـاء التـي تقـع لبعـض المصليـن ـ فـي الحالـة التـي ينبغـي عليهـم أن يسـجدوا بعـد السـلام ـ " تركـه حـال نسـيانه " . فمـن الفقهـاء مـن قـال : إذا طـال الفصـل لـم يسـجد ، ولـم يَبْـنِ ، ولـم يحـدّ هـؤلاء طـول الفصـل لغيـر قولهـم .

وقيـل : يسـجد ما دام فـي المسـجد ، فـإن خـرج انقطـع .

وقيـل : كـل منهمـا مانـعٌ مـن السـجود : طـول الفصـل ، والخـروج مـن المسـجد .

وعـن أحمـد روايـة : أنـه يسـجد ، وإن خـرج مـن المسـجد وتباعـد ، وهـذا هـو الأظهـر ، فـإن تحديـد ذلـك بمكـان أو بزمـان لا أصـل لـه فـي الشـرع ، وقالـه شـيخ الإسـلام . ا . هـ .

o تعقيـــب :

ــــــــ

* إذا سـها المصلـي عـن سـجود السـهو وحصـل فصـل أو نقـض للوضـوء :

أ ـ إذا وقـع فصـل طويـل ـ مالـم ينتقـض الوضـوء ـ فللعلمـاء فيـه قـولان :

الأول : يسـتأنف ـ أي يعيـد ـ الصـلاة مـن جديـد :

وهـو مذهـب أبـي حنيفـة ومالـك والشـافعي وأحمـد .

قالـوا : لأنهـا صـلاة واحـدة فلـم يجـز بنـاء بعضهـا علـى بعـض مـع طـول الفصـل كمـا لـو انتقـض وضـوؤه .

الثانـي : يبنـي علـى صلاتـه ويسـجد للسـهو مالـم ينتقـض الوضـوء :

ـ وهـو قـولٌ لمالـك ، والقديـم للشـافعي ، وبه قـال يحيـى بـن سـعيد الأنصـاري ، والليـث ، والأوزاعي

-20-

وابـن حـزم ، وابـن تيميـة إلا أنـه خصـه (1) بمـا كـان بعـد السـلام .

ـ قالـوا : لأن طـول الفصـل ليـس لـه حـد منضبـط ، وقـد سَـلَّمَ النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ سـاهيًا وتكلَّـم ، وراجـع وخـرج من المسجـد ودخـل بيتـه ، ثـم عـرف فخـرج ، فأتـم مـا بقـي مـن صلاتـه وسـجد لسـهوه سـجدتين .

ولأنه مأمـور بإتمـام صلاتـه وسـجوده للسـهو فوجـب ، لعمـوم قولـه صلـى الله عليـه وعلى آله وسـلم :

" مـن نسـي صـلاة أو نـام عنهـا فكفارتهـا أن يصليهـا إذا ذكرهـا " .

صحيح . أخرجه مسلم / حديث رقم : 684 .

ـ قلـت ( أي صـاحب الكتـاب ) : وهـذا مذهـب قـوي ، لكـن مـن أراد أن يحتـاط لنفسـه فيعيـد الصـلاة ، فلـه ذلـك . والله أعلـم .

ب ـ إذا انتقـض وضـوؤه بعـد مـا سَلَّـم مـن صلاتـه الناقصـة ، بطلـت صلاتـه بالاتفـاق .

فـإن كـان سـها عـن السـجود ـ بعـد السـلام ـ لزيـادة في صلاتـه ، جـاز أن يسـجدها وإنْ حصـل حـدث ( نقـض للوضـوء ) لأنهمـا ترغيـم للشـيطان كمـا قـال ابـن تيميـة .

قلـت : يعنـي يتوضـأ ويسـجد للسـهو . وهـذا قـوي ومتجـه .

صحيح فقه السنة / ج : 1 / ص : 466 .

· حكــم متابعـة الإمـام فـي الخطــأ مطلقًــا :

ـ الأمـر فيـه خـلاف ، ولكـن نـورد مـا ترجـح لدينـا مدعـم بأقـوال العلمـاء :

* مـن شـريط الأسـئلة المصريـة / رقم : 2 / للشـيخ الألبانـي ـ رحمه الله ـ :

ـ ســـؤال :

أفتـى شـيخ الإسـلام ابـن تيميـة فـي مجمـوع الفتـاوى :

" أن الإمـام إذا قـام إلى الركعـة الخامسـة ـ سـهوًا ـ فعلـى المأموميـن عـدم المتابعـة " .

فهـل هـذا مُعـارض لحديـث ابـن مسـعود ـ رضي الله عنه ـ فـي الصحيحيـن : أن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ " صلـى الظهـر خمسـًا " ـ وتابعـه الصحابـة ـ .

ـ فأجـاب الشـيخ الألبانـي ـ رحمه الله ـ :

* لا أشـك فـي ذلـك ، ونحـن نعـرف أن هـذا الـرأي يُفتـي بـه كثيـر مـن العلمـاء .

نحـن نتمنـى أن نسـمع دليـلاً لهـذا الـرأي حتـى نقيــمَ لـه وزنـًا . ولكـن فيمـا علمـتُ لـم نجـد لـه

---------------------------------------------------------------------------------

( 1 ) خصه : أي خص هذا الحكم بسجود السهو الذي بعد الصلاة وسهي عنه .

-21-

دليـلاً ، بـل وجدنـا العكـس ، وهـو مـا أشـرت إليـه مـن حديـث عبـد الله بـن مسـعود ـ رضي الله عنه ـ . ولعلـه من المناسـب أن نُذَكِّـر الحاضريـن بحديـث ابـن مسـعود حتـى يتبيـن لهـم الموضـوع ، لأن السـؤال كـان مُجْمَـلاً .

* حديـث ابـن مسـعود كمـا فـي الصحيحيـن :

أن النبـيَّ ـ صلى الله عليه وعلى آله وسـلم ـ صلى ذات يـومٍ بأصحابـه الظهـرَ ، فصلـى بهـم خمسـًا ، ولمَّـا سَـلَّم قالـوا : " يـا رسـول الله أَزِيـدَ فـي الصـلاة " ؟ .

قـال صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم : " لا " .

قالـوا : صليـتَ خمسـًا ، فسـجد رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ سـجدتي السـهو ، ثـم سـلم ، ثـم قـال صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم : " إنمـا أنـا بشـر مثلكـم أنسـى كمـا تَنْسَـوْن ، فـإذا نسـيتُ فذكرونـي " .

* انتهـت القصـة إلـى هنـا . والذيـن يقولـون بـأن الإمـام إذا قـام إلـى الخامسـة لا يُتَابَـع ، يقولـون :

" إن هـذه الحادثـة كانـت فـي وقـت لمَّـا يتـمّ فيـه التشـريع بعـد " .

* ونحـن نقـول جوابـًا عـن هـذا الإشـكال أو هـذا الجـواب :

لـو أن الأمـر كـان كذلـك لَبَيَّـنَ النبـيُّ ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ حُكـم هذه المسـألة إذا ما وقعـت بعـد تمـام التشـريع ، أي بعـد نـزول قولـه تعالـى : " اليـومَ أكملـتُ لكـم دِينَكُـم وأتممـتُ عليكـم نعمتـي ورضيـتُ لكـمُ الإسـلامَ دينـًا " .

أمـا والنبـيُّ ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـد مـات وارتفـع إلـى الرفيـق الأعلـى دون أن يأتـيَ بشـيءٍ جديـد يُعَـدِّل مـا فعـل أصحابُـه معـه صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم ، الجـوابُ الـذي حكينـاه آنفـًا عـن أولئـكَ النـاس ، مـردود ، مرفـوض ، وبخاصـة أنـه يوجـد لدينـا دليـلٌُ عـامٌّ يأمُرُنـا فيـه رسـولُ اللهِ ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، أن نتابـع الإمام متابعـةً تامَّـةً كاملَـةً ، ولا علينـا بعـد ذلـك أصـاب أم أخطـأ ، ألا وهـو قولـه عليـه الصـلاة والسـلام :

" إنَّمـا جُعِـلَ الإمـام ليؤتـمَّ بـه ، فـلا تختلفـوا عليـه " .

والحديـث تمامـه معـروف :

" فـإذا كبـَّرَ فكبـروا ، وإذا ركـع فاركعـوا ، وإذا قـال : سـمع الله لمـن حمـده ، فقولـوا : ربنـا ولـك الحمـد ، وإذا سـجد فاسـجدوا ، وإذا صلى قائمـًا فصلـوا قيامـًا ، وإذا صلـى قاعـدًا أو جالسـًا ، فصلـوا قعـودًا أو جلوسـًا أجمعيـن " .

فنحـن نلاحـظُ فـي هـذا الحديـث أن النبـيَّ ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، جَعَـل مِـنْ تمـامِ الائتمـام بالإمـام

-22-

أن يـدعَ المؤتـمُّ مـا يجـبُ عليـه أصـلاً أن يتحقـقَ بـه وإلا كانـت صلاتُـهُ باطلـةً ، ألا وهـو : القيـام بالنسـبة للمسـتطيع للقيـام ، فوجدنـا الرسـول عليـه الصـلاة والسـلام فـي هـذا الحديـث الصحيـح ، قـد أسـقط هـذا الركـنَ عـن المسـتطيع لـه ، لا لشـيءٍ إلا تحقيقـًا لتمـام القـدوةِ منه لإمامِـهِ ، وعـدم التظاهـر عليـه بمخالفتـه .

وإذ الأمـر كذلـك ، فنحـن نأخـذ مـن هـذا تنبيهـًا عظيمـًا جـدًّا ، أنه إذا قام الإمـامُ سـاهيًا إلى ركعـةٍ خامسـة ، فلمـاذا نقـول : لا نتابعـه ؟

لأنهـم يَرْجعُـون إلى الأصـل ، وهـو أنـه مـن قـام إلـى الخامسـة وهو ذاكـرٌ ، فقـد بَطُلَـتْ صلاتُـهُ ، ذلـك لأن ـ كمـا يقولـون فـي بعـض البـلاد ـ : " الزائـد أخـو الناقـص " . فَمَـنْ صلـى المغـرب ركعتيـن عامـدًا ، فصلاتـه باطلـة . ومن صلـى الرُّباعيـة خمسـًا ، فـإذًا صلاتـه باطلـة . فهـم يقولـون إذا قـام الإمـام سـاهيًا إلـى الخامسـة ، والمقتـدِي ذاكـر ، فـلا ينبغـي أن يتابعـه .

ـ نحـن نقـول :

لا ! بـل عليـه أن يتابعـه بعـد أن يُذَكِّـرَهُ ، وأن يفتـحَ عليـه كمـا هـي السـنة .

فـإذا لـم يتبيـَّن للإمـام أنـه فـي الخامسـة ، فهـو بطبيعـة الحـال ، لا يرجـع ، فينبغـي علينـا أن نتابعـه كمـا تابعنـاه فيمـا هـو تَـرْكٌ مِنَّـا لركـن مـن أركـان الصـلاة ، وتـرك ركـن مـن أركـان الصـلاة مبطـلٌ للصـلاة ، والقيـام إلـى الخامسـة عمـدًا أيضـًا مبطـلٌ للصـلاة ، ولكـن الـذي رفـع الإبطـال أيضـًا فـي القضيـة أو في الصـورة الأولـى ، هـو الذي يرفـع الإبطـال أيضـًا في القضيـة الأخـرى .

ولذلـك فمـع احترامنـا وتقديرنـا لإمامنـا شـيخ الإسـلام ابـن تيميـة ـ رحمه الله ـ لكننـا نقـول بصراحـة : إننـا لسـنا تيميِّيـن ، ولـو أردنـا أن نكـون تيميِّيـن ، أنـا شـخصيًا لكنـتُ مـن الحنفييـن ، خاصـة وأن آبائـي وأجـدادي كذلـك كانـوا مذهبيّيـن ، ولكـن لمَّـا نُبِّهنـا بفضـل السـنة علـى أنـه يجـب بـل لا يجـوز للمسـلم أن يُؤْثِـر قـولَ أحـدٍ علـى ما جـاء فـي الكتـاب والسـنة ، لذلـك نَـدَعُ رأي " ابـن تيميـة " لـه معتقديـن أنـه مأجـور علـى كـل حـال ، لكـن لا يجـوز لنـا بـأي حـال أن نقلـده وأن نُعْـرِضَ عـن الأدلـة الشـرعية التـي لَفَتْنـا النظـر إليهـا آنفـًا . ا . هـ .

* وقـال الشـيخ العثيمين فـي : الشرح الممتع / ج : 3 / ص : 524 :

( ..... والواجـب يسـقط عـن المأمـوم مـن أجـل متابعـة الإمـام . وذلـك لأن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال : " إنمـا جعـل الإمـام ليؤتـم بـه فـلا تختلفـوا عليـه ..... " ) .

متفق عليه / من حديث أبي هريرة .

* سُـئِلَ الشـيخ أبـو إسـحاق عـن : حكـم متابعـة الإمـام في الخطـأ سـهوًا ( مطلقـًا ) .

فأجـاب الشـيخ : " إنمـا جُعـل الإمـام ليؤتـم بـه ..... " .

-23-

خلاصــة فقــه ســجود الســهو

======================

· مشـروعية سـجود السـهو :

يشـرع سـجود السـهو إمـا وجوبـًا أو اسـتحبابًا لزيـادة ونقـص وشـكٍّ سـهوًا في صـلاة الفـرض وفـي صـلاة النفـل بشـرط أن تكـون الصـلاة ذات ركـوع وسـجود .

· حقيقـة سـجود السـهو :

سـجود السـهو : عبـارة عـن سـجدتين يسـجدهما المصلـي لجبـر الخلـل الحاصـل فـي صلاتـه مـن أجـل السـهو .

وأسـباب السـهو ثلاثـة : الزيـادة ، النقـص ، الشـك .

· هـل لسـجود السـهو تكبيـر أو تسـليم أو قيـام ؟

نعـم ، لسـجود السـهو تكبيـر وتسـليم ، ولكـن ليـس لـه قيـام .

· إذا تكـرر السـهو للمصلـي في نفـس الصـلاة ، فإنـه لا يلزمـه إلا سـجدتان فقـط .

· عنـد تـرك ركـن مـن أركـان الصـلاة سـهوًا ، يؤتَـى بالركـن ، ويُسْـجَد للسـهو بعد السـلام .

· عنـد تـرك واجـب مـن واجبـات الصـلاة سـهوًا ، وذُكِـرَ بعـد مفارقـة محلـه قبـل الوصـول إلـى الركـن الـذي يليـه ، رُجِـعَ فَأُتِـيَ بـه ، وبعـد تمـام الصـلاة ، يسـلم ثـم يُسْـجَد للسـهو ، ثـم يُسَـلَّم .

وإن ذُكِـرَ بعـد الوصـول إلـى الركـن الـذي يليـه ، سـقط الواجـب ، وبعـد تمـام الصـلاة ، يسـجد للسـهو قبـل التسـليم .

أمـا إذا ذُكِـرَ قبـل مفارقـة محلـه مـن الصـلاة ، أُتِـيَ بـه ، ولا شـيء عليـه .

· عنـد تـرك سـنة مـن سـنن الصـلاة سـهوًا ، سـقطت السـنة ، ويُسْـتَحَبّ السـجود للسـهو .

· موضـع سـجود السـهو :

ـ مـا كـان للزيـادة ؛ فهـو بعـد السـلام .

ـ مـا كـان عـن نقـص ؛ فهـو قبـل السـلام .

-24-

ـ مـا كـان عـن شـكٍّ :

* فمـا بُنِـيَ فيـه علـى غالـب الظـن ؛ فهـو بعـد السـلام .

* ومـا بُنِـيَ فيـه علـى اليقيـن ؛ فهـو قبـل السـلام .

ـ إذا اجتمـع علـى المصلـي سـهوان ، موضـع أحدهمـا قبـل السـلام ، وموضـع الثانـي بعـد السـلام ، يُغَلِّـب مـا قبـل السـلام ، فيسـجد قبلـه .

· إذا سـها الإمـام : وجـب علـى المأمـوم متابعتـه فـي سـجود السـهو ، سـواء سـها المأمـوم أم لـم يسـه . وسـواء سـجد الإمـام للسـهو قبـل السـلام أو بعـده .

· إذا سـها المأمـوم خلـف إمامـه : فالإمـام يحمـل عـن المأمـوم سـهوه ، وليـس علـى المأمـوم سـجود للسـهو .

· حكـم متابعـة الإمـام فـي الخطـأ سـهوًا مطلقًـا :

الأمـر فيـه خـلاف ، ولكـن تبعـًا للحديـث : " إنمـا جُعِـل الإمـام ليؤتـم بـه فـلا تختلفـوا عليـه " فـإن الإمـام يُتابـع مطلقـًا .

* * * * *

-25-

تذييــــــل

==========

مـن أسـباب السـهو فـي الصـلاة ، عـدم الخشـوع فيهـا .

والخشـوع هـو : قيـام القلـب بيـن يـدي الـرب بالخضـوع والـذل .

ومحـل الخشـوع : فـي القلـب . وثمرتـه : علـى الجـوارح .

فالخشـوع فـي الصـلاة يشـمل كـل كيـان العبـد : القلـب ، والسـمع ، والبصـر ، والعظـم ، والعصـب .

ولهـذا ؛ كـان رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسـلم ـ يقـول فـي ركوعـه :

" اللهـم لـك ركعـت ، وبـك آمنـت ، ولـك أسـلمت ، خشـع لـك سـمعي وبصـري ومخـي وعظمـي وعصبـي " . رواه مسلم / 771 .

من رسالة : مرضاة الله في الخشوع في الصلاة / ص : 24 .

لذلـك حـث الشـرع علـى الخشـوع فـي مواضـع كثيـرة مـن كتـاب الله وسـنة رسـوله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ منهـا :

قولـه تعالـى : { قَـدْ أَفْلَـحَ الْمُؤْمِنُـونَ * الَّذِيـنَ هُـمْ فِـي صَلاَتِهِـمْ خَاشِـعُونَ } .

سورة المؤمنون / آية : 1 ، 2 .

وقولـه تعالـى : { وَيَخِـرُّونَ لِلأَذْقَـانِ يَبْكُـونَ وَيَزِيدُهُـمْ خُشُـوعاً } . سورة الإسراء / آية : 109 .

وقولـه تعالـى : { ... وَأَقِـمِ الصَّـلاَةَ لِذِكْـرِي } . سورة طه / آية : 14 .

والغفلـة تضـاد الذكـر .

وقولـه تعالـى : { ذَلِـكَ الْكِتَـابُ لاَ رَيْـبَ فِيـهِ هُـدًى لِّلْمُتَّقِيـنَ * الَّذِيـنَ يُؤْمِنُـونَ بِالْغَيْـبِ وَيُقِيمُـونَ الصَّـلاةَ ... } . سورة البقرة / آية : 2 ، 3 .

لـم يقـل سـبحانه : " يفعلـون الصـلاة ، أو يأتـون الصـلاة " ، لأنـه لا يكفـي فيهـا مجـرد الإتيـان بصورتهـا الظاهـرة .

فإقـامة الصـلاة : إقامتهـا ظاهـرًا بإتمـام أركانهـا وواجباتهـا وشـروطها .

وإقامتهـا باطنـًا : بإقامـة روحهـا ، وهـو حضـور القلـب فيهـا وتدبـر ما يقولـه ويفعلـه منهـا .

فالصـلاة مناجـاة للـرب سـبحانه وتعالـى .

ـ عـن أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ قـال : صلـى بنـا رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ الظهـرَ ، فلمَّـا سَـلَّم ، نـادى رجـلاً كـان فـي آخـر الصفـوف ، فقـال صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم :

-26-

" يـا فـلان ألا تتقـي الله ! ألا تنظـر كيـف تصلـي ؟ إنَّ أحدَكـم إذا قـام يصلِّـي إنمـا يقـوم يناجـي ربَّـه ، فلينظـر كيـف يناجيـه ، إنكـم تـرون أنـي لا أراكـم ، إنـي واللهِ لأرى مِـن خَلـفِ ظهـري ، كمـا أرى مـن بيـن يـديّ " .

رواه مسلم ، والنسائي وابن خزيمة .

صحيح الترغيب والترهيب / ج : 1 / حديث رقم : 541 / ص : 353 .

والكـلام مـع الغفلـة ليـس بمناجـاة ألْبتـة .

ـ عـن يزيـد بـن خالـد الجُهَنـي ـ رضي الله عنه ـ أن رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال :

" مـن توضـأ فأحسـن وضـوءَه ، ثـم صلـى ركعتيـن ، لا يسـهو فيهمـا ، غُفِـرَ لـه مـا تقـدم مـن ذنبـه " .

رواه أبو داود . صحيح الترغيب والترهيب / كتاب الصلاة / حديث رقم : 387 / ص : 228 .

ـ عـن عبـادة بـن الصامـت ـ رضي الله عنه ـ قـال : سـمعت رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقـول :

" خمـسُ صلــواتٍ افترضَهـنَّ اللهُ ، مـن أحسـنَ وضوءَهُــنَّ ، وصلاهُـنَّ لوقتهــنَّ ، وأتـم

رُكوعهـنَّ ، وسـجودَهنَّ ، وخشـوعَهنَّ ، كـان لـه علـى الله عهـدٌ أن يغفـرَ لـه ، ومـن لـم

يفعـل ، فليـس لـه علـى اللهِ عهـدٌ ، إن شـاء غفـر لـه ، وإن شـاء عذبـه " .

رواه مالك ، وأبو داود ، والنسائي .

صحيح الترغيب والترهيب / كتاب : الصلاة / حديث رقم : 393 / ص : 232 .

ـ عـن عقبـةََ بـن عامـرٍ ـ رضي الله عنه ـ عـن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال :

" مـا مـن مسـلم يتوضـأ فَيُسـبِغُ الوضـوء ، ثـم يقـومُ في صلاتـه ، فيعلـم ما يقـول ، إلا انْفَتَـلَ ، وهـو كيـوم ولدتـه أمـه " .

رواه الحاكم . صحيح . صحيح الترغيب والترهيب / كتاب : الصلاة / حديث رقم : 544 / ص : 289 .

ـ عـن حُرَيْـث بـن قَبِيصـةَ قـال :

قَدِمـتُ المدينـةَ وقلـتُ : اللهـم ارزقنـي جليسـًا صالحـًا ، قـال : فجلسـت إلـى أبـي هريـرة ، فقلـت : إنـي سـألتُ الله أن يرزقنـي جليسـًا صالحـًا ، فحدثنـي بحديـثٍ سـمعتَه مـن رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، لعـل الله أن ينفعنـي بـه .

فقـال : سـمعتُ رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقـول :

" إن أول مـا يحاسـب به العبـدُ يـومَ القيامـةِ مـن عملـه صلاتُـه ، فـإن صَلَحَتْ فقـد أفلـح وأنجـح ، وإن فسـدت فقد خـاب وخسـر ، وإن انتقـص مـن فريضتـه قـال الله تعالـى :

-27-

انظـروا هـل لعبـدي مـن تطـوع يُكمَـلُ بـه مـا انتقـصَ مـن الفريضـة ؟ ثـم يكـون سـائرُ عَمَلِـه علـى ذلـك " . رواه الترمذي وغيره . صحيح .

صحيح الترغيب والترهيب / كتاب الصلاة / حديث رقم : 538 / ص : 287 .

ـ عـن عمـار بـن ياسـر ـ رضي الله عنه ـ قـال : سـمعتُ رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقـول :

" إن الرجـلَ لينصـرفُ ومـا كُتِـبَ لـه إلا عُشـرُ (1) صلاتِـهِ ، تُسـعُهَـا ، ثُمنهـا ، سُـبعها ، سُدسـها ، خُمسـها ، رُبعهـا ، ثُلثهـا ، نِصفهـا " .

رواه أبو داود ، والنسائي . صحيح .

صحيح الترغيب والترهيب / كتاب : الصلاة / حديث رقم : 535 / ص : 286 .

( 1 ) عشـر صلاتـه : أي عُشـر ثوابهـا لمـا أخَـلّ بالخشـوع والخضـوع وغيـر ذلـك .

والمعنـى : أن الرجـل قـد ينصـرف مـن صلاتـه ولـم يكتـب لـه إلا عُشـر ثوابهـا أو تُسْـعها ..... .

o فلننتبــه :

ـــــــ

مـا أكثـر مـن يُصلـي مـن عشـرات السـنين ، ولكـن لا يُقيـم الصـلاة لذكـر الله عـز وجـل ، ولا ينشـغل بهـا ، بـل قـد ينصـرف مـن صلاتـه ومـا كتـب لـه مـن ثوابهـا شـيء ، ولا يشـعر بالسـكينة والطمأنينـة بيـن يـدي الله تعالـى ، ولـذة مناجاتـه سـبحانه ، ورســول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقـول : " جُعِلَـتْ قُـرَّةُ عينـي فـي الصـلاة " .

رواه أبو داود ، والنسائي ، وابن حبان . صحيح الترغيب والترهيب / ج : 1 / حديث رقم : 537 .

وغالـب المسـلمين اليـوم ؛ قُـرة أعينهـم الدنيـا بمـا فيهـا مـن مُتَـعٍ ، وملـذات ، ليسـأل كـلٌّ منـا نفسـه : هـل يشـعر فـي وقـت مـا بالشـوق للوقـوف بيـن يـدي الله تعالـى للصـلاة ، والتقـرب إليـه سـبحانه ومناجاتـه ؟ !

مـا هـو السبيـل لتحصيـل لـذة الصـلاة والخشـوع فيهـا ؟

الخشـوع يزيـد وينقـص بحسـب الأسـباب الجالبـة لـه ؛ ولا يلهـي عـن الصـلاة إلا الخواطـر الـواردة الشـاغلة ، فالـدواء فـي إحضـار القلـب ؛ هـو دفـع تلـك الخواطـر ، ولا يدفـع الشـيء إلا بدفـع سـببه فلتعلـم سـببه .

وسـبب مـوارد الخواطـر إمـا أن يكـون أمـرًا خارجـًا أو أمـرًا فـي ذاتـه باطنًـا .

أمـا الخـارج ، فمـا يقـرع السـمع ، أو يظهـر للبصـر ..... .

-28-

ومَـنْ قويـت نيتـه ، وعلـت همتـه ، لـم يلهـه مـا جـرى علـى حواسـه ، وعلـى المـرء أن يعيـن نفسـه باختيـار مكـان ليـس فيـه مـا يشـغله فـي صلاتـه .

ومـن انطـوى باطنـه علـى حـب الدنيـا حتـى مـال إلـى شـيء منهـا لا ليسـتعين بهـا علـى الآخـرة ، فـلا يطمعـنَّ فـي أن تصفـو لـه لـذة المناجـاة فـي الصـلاة .

وهمـة الرجـل مـع قـرة عينـه ، فـإن كانـت قـرة عينـه فـي الدنيـا ، انصـرف لا محالـة إليـها همُّـهُ ، ولكـن مع هـذا فلا ينبغـي أن يتـرك المجاهـدة ، وَرَدّ القلـب إلـى الصـلاة والتغلـب علـى الأسـباب الشـاغلة .

فمـن الأسـباب المعينـة علـى الخشـوع :

( 1 ) حضـور القلـب :

ومعنـاه ، تفريـغ القلـب عـن غيـر مـا هـو ملابـس لـه ومتكلـم بـه ، ولا يكـون الفكـر جائـلاً فـي غيـره .

وحضـور القلـب سـببه الهمـة ، فـإن قلبـك تابـع لهمتـك فـلا يحضـر إلا فيمـا يهمـك ، والقلـب إذا لم يحضـر فـي الصـلاة لـم يكـن متعطـلاً بـل جائـلاً فيمـا الهمـة مصروفـة إليـه مـن أمـور الدنيـا .

( 2 ) التفهـم لمعنـى الكـلام :

وهـو أمـر وراء حضـور القلـب ، فربمـا يكـون القلـب حاضـرًا مـع اللفـظ ولا يكـون مـع معنـى اللفـظ ، فاشـتمال القلـب علـى العلـم بمعنـى اللفـظ هـو الـذي أردنـاه بالتفهـم .

وسـبيل ذلـك : إدمـان الفكـر وصـرف الذهـن إلـى إدراك المعنـى ، والتشـمر لدفـع الخواطـر .

( 3 ) تعظيـم الـرب جـل جلالـه :

التعظيـم هـو أمـر وراء حضـور القلـب والفهـم ، إذ الرجـل يخاطـب عبـده بكـلام هـو حاضـر القلـب فيـه ، ومتفهـم لمعنـاه ، ولا يكـون معظمـًا لـه ؛ فالتعظيـم زائـد عليهمـا .

والتعظيـم : هـي حالـة للقلـب تتولـد مـن معرفتيـن :

إحداهمـا : معرفـة جـلال الله عـز وجـل وعظمتـه وهـو مـن أصـول الإيمـان .

الثانيـة : معرفـة حقـارة النفـس وخسـتها وكونهـا عبـدًا مسـخرًا مربوبـًا .

( 4 ) الهَيْبَـة مـن الله سـبحانه :

الهيبـة زائـدة علـى التعظيـم ، بـل هـي عبـارة عـن خـوف منشـؤه التعظيـم .

والمخافـة مـن العقـرب ، وسـوء خلـق العبـد ومـا يجـري مجـراه مـن الأسـباب الخسـيسة لا تسـمى مهابـة ، بـل الخـوف مـن السـلطان المعظـم يسـمى مهابـة ، فالهيبـة خـوف مصـدره الإجـلال .

-30-

( 5 ) الرجـاء فـي الله :

الرجـاء زائـد علـى ما سـبق ، فكـم مـن معظـم ملكـًا من الملـوك يهابـه أو يخـاف سـطوته ، ولكـن لا يرجـو مثوبتـه ، والرجـاء سـببه معرفـة لطـف الله عـز وجـل وكرمـه ، وعميـم إنعامـه ، ولطائـف صنعـه ، ومعرفـة صـدقه فـي وعـده الجنـة بالصـلاة ، فـإذا حصـل اليقيـن والمعرفـة بلطفـه انبعـث مـن مجموعهـا الرجـاء لا محالـة .

والعبـد ينبغـي أن يكـون راجيـًا بصلاتـه ثـواب الله عـز وجـل ، كمـا أنـه خائـف بتقصيـره عقـاب الله عـز وجـل .

( 6 ) الحيـاء مـن الله :

الحيـاء زائـد علـى الجملـة لأن مسـتنده الاسـتشعار بالتقصيـر فـي العبـادة ، وعلمـه بالعجـز عـن القيـام بعظيـم حـق الله عـز وجـل .

ويقـوي ذلـك ؛ المعرفـة بعيـوب النفـس وآفاتهـا ، وقلـة إخلاصهـا ، وخبـث دخيلتهـا ، وميلهـا إلـى الحـظ العاجـل فـي جميـع أفعالهـا ، مـع العلـم بعظيـم مـا يقتضيـه جـلال الله عـز وجـل ، والعلـم بأنـه مطلـع علـى السـر وخطـرات القلـب وإن دقـت وخفيـت ، وهـذه المعـارف إذا حَصَلَـتْ يقينـًا انبعـث منهـا بالضـرورة حالـة تسـمى " الحيـاء " .

* اسـتئناس :

ورد بـ كتـاب : تحفـة العلمـاء بترتيـب سـير أعـلام النبـلاء / ص : 323 :

بعـض الآثـار الـواردة فـي خشـوع السـلف الصالـح منهـا :

ـ عـن عمـرو بـن دينـار قـال :

" كـان ابـن الزبيـر يصلـي فـي الحِجـر ، والمنجنيـق يصُـبُّ توبـه (1) فما يلتفـت ـ يعنـي : لمـا حاصـروه " .

( 1 ) التـوب : حجـر المنجنيـق . سير أعلام النبلاء ( 3 / 369 ) .

ـ قـال ابـن شـوذب :

" كـان مسـلم بـن يسـار يقـول لأهلـه إذا دخـل فـي الصـلاة : تحدثـوا ؛ فلسـت أسـمع حديثكـم " . ( سير أعلام النبلاء ( 4 / 512 ) ) .

ـ عـن أبـي العاليـة قـال : " كنـت أرحـل إلـى الرجـل مسـيرة أيـام لأسـمع منـه ، فأتفقـد صلاتـه ؛ فـإن وجدتُـه يحسـنها أقمـتُ عليـه ، وإن أجـده يضيعهـا رحلـتُ ولـم أسـمع منـه ، وقلـتُ : هـو لِمَـا سـواها أضيَـع " . سير أعلام النبلاء ( 4 / 209 ) .

-31-

الخاتمــــة

نسـأل الله حسـنها

إلـى هنـا انتهـى بحـث : فقـه سـجود السـهو .

أقدمـه تذكـرة لـي ولكـل مصـلٍّ ، قربـة إلـى الله .

فـإن أكـن وفقـت فيـه للحـق والصـواب فذلـك مـا أردت ، وإن كانـت الأخـرى ، فأسـأل الله أن يغفـر لـي ويعفـو عنـي .

وأسـأل الله العظيـم أن يضـع لهـذا البحـث القبـول فـي السـماء والأرض ، وأن يجعلـه لـي ولناسـخه ولدارسـه ولكـل من شـارك فيـه ذخـرًا ، " يـوم لا ينفـع مـالٌ ولا بنـون إلا مـن أتـى الله بقلـب سـليم " . آميــــن

وآخـر دعوانـا أن الحمـد لله رب العالميـن وصلـى الله علـى حبيبنـا محمـد وعلـى آلـه وصحبـه وسـلم تسـليمًا كثيـرًا .

* * * * *

-32-

فهـرس : فقـه سـجود السـهو

الموضـوع الصفحـة

مقدمـة . 1

تعريفـه . 3

مشـروعية سـجود السـهو . 4

مشـروعية سـجود السـهو في صـلاة الفـرض والنفـل . 4

عدم مشروعية سجود السـهو عـن حديـث النفـس . 5

عدم مشـروعية سـجود السـهو عن الترك العمد . 5

فضـل سـجود السـهو . 5

هـل لسـجود السـهو تكبيـر أو تسـليم أو قيـام ؟ 5

هـل يشـترط لسـجود السـهو بعـد السـلام تكبيرة إحرام ؟ 6

حكـم سـجود السـهو . 6

تكـرار السـهو فـي نفـس الصـلاة . 7

أركـان الصـلاة ، وواجباتهـا ، وسـننها . 7

أنـواع السـهو . 10

موضـع سـجود السـهو . 10

النقـص . 11

الزيـادة . 12

الشـك . 14

إذا سهـا الإمـام وجـب علـى المأموم متابعته في سجود السهو . 16

إذا سـها المأموم خلـف إمامـه . 17

مـن أخطـاء العـوام فـي الصـلاة . 18

إذا سها المصلي عن سجود السهو وحصل فصل أو نقض للوضوء . 19

حكم متابعة الإمام في الخطأ مطلقًا . 20

خلاصـة فقـه سـجود السـهو . 23

تذييـل . 25

الخاتمـة . 31

الفهـرس . 32



Reserved:        الطبعة الثانية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق