المنظومـــة المختــارة
§ لمـا كـان لهـذا العلـم ـ القواعـد الفقهيـة ـ أهميـة عظمـى ، وفائـدة جُلَّـى ، أخـذ العلمـاء فـي التأليـف فيـه والتصنيـف ، فمنهـم مـن أطنـب وأسـهب ، ومنهـم مـن اختصـر وهـذَّب ، ومنهـم مـن كـان تأليفـه نظمـًا .
· المنظومــات فـي القواعـد الفقهيــة :
لقـد نظـم بعـض العلمـاء ، جملـة مـن القواعـد الفقهيـة ، وصاغوهـا فـي قالـبٍ شِـعريٍّ ، رغبـةً فـي تسـهيل حفظِهـا وتيسـير دراسـتها ، وذلـك لأن الأسـلوب الشـعري أسـرعُ عُلوقًـا بالذهـن ، وأطـولُ بقـاءً فـي الذاكـرة ، وذلـك بسـبب الـوزن والقافيـة ، والإيجـاز الـذي تتصـف بـه هـذه المنظومـات .
ومـن آثـار الالتـزام بالـوزن والقافيـة : أن قواعـد العلـوم لا تُذكـر فـي المنظومـات غالبًـا بصيغهـا المعهـودة ، والمتداولـة بيـن أهــلِ الاختصـاص ، وهـي صيـغ دقيقــة ، وعبـارات مُحْكمـة فـي الغالـب . [ ومـن آثـار هـذا أيضًـا عـدم الالتـزام أحيانًـا بقواعــد اللغـة العربيـة ، وذلـك لضبـط الـوزن ، وهـذا متعـارف عليـه بيـن الناظميـن ومعفـو عنـه ، ولكـن ينبـه عليـه ] . [ تصرف ] .
القواعد الفقهية ... / شرح : د . مصطفى كرامة مخدوم .
وتتابعـت المصنفـات جيـلاً بعـد جيـل ، ورعيـلاً بعـد رعيـل .
وكـان آخـر مـا أُلِّـف فـي ذلـك : " منظومـة القواعـد الفقهيـة " للشـيخ عبـد الرحمـن بـن ناصـر السـعدي ـ رحمه الله ـ . ضمَّنهـا طائفـة مـن مختاراتـه فـي القواعـد والضوابـط . وقـد احتـوت علـى أمهـات قواعـد الديـن ، وهـي وإن كانـت قليلـة الألفـاظ ، فهـي كثيـرة المعانـي لمـن تأملهـا ، ومـن ثَـمَّ كانـت عنايـة المتأخريـن بهـذا النظـم دراسـة وحفظـًا وتفهُّمـًا وضبطـًا .
مجموعة الفوائد البهية على منظومة القواعد الفقهية / ص : 9 / بتصرف .
· التعريــف بالنظــم المختــار :
هـي منظومـة موجـزة تتكـون مـن 47 بيتًـا علـى بحـر الرَّجَـزِ ، ولـم يقصـد الناظـم فيهـا التوسـع
والتفصيـل ، وإنمـا أراد الإيجـاز والتسـهيل لتكـون مقدمـة لهـذا العلـم ، وسـلمًا يرتقـي بـه الطالـبُ إلـى مـا فوقـه مـن المتـون المتوسـطة والمطولـة ، ومِفتاحًـا يفتـح بـه بعـض خزائـن هـذا العلـم .
والمنظومـة تمثـلُ جملـةً مـن اختبـارات الناظـم ، ومعلوماتـه ، التـي لا ترتبـط بكتـات معيـنٍ ، فهـو لـم يحـاول نظـم متـن مخصـوصٍ .
وقـد ذكـر فيهـا جملـة مـن القواعـد الفقهيـة ـ وهـي غالـب المنظومـة ـ وبعـض الضوابـط الفقهيـة ، كقولهـم ( يجـب الضمـان مـع الإتـلاف ) ، وبعـض القواعـد الأصوليـة مثـل :
( الحكـم يـدور مـع علتـه وجـودًا وعدمًـا ) ، وبعـض المسـائل الفقهيـة وهـي قليلـة سـنشـير إليهـا فـي موضعهـا .
وقـد أطـال رحمـه الله فـي المقدمـة قليـلاً ، فإنهـا مكونـةٌ مـن عشـرة أبيـات فـي فضـل العلـم النافـع وضابطـه وأهميـة القواعـد وثمراتهـا ، وهـذه العشـرة تُعـدُّ طويلـةً إذا نظرنـا إلـى عـدد أبيـات المنظومـة ، وإذا أخرجنـا الخاتمـة ـ وهـي بيتـان ـ فالباقـي ( 35 ) بيتًـا فـي القواعـد . وضيـق المجـال فـي الشـعر أوقعـه فـي بعـض التسـاهلات اللغويـة .
منظومة القواعد الفقهية ... / شرح : د . مصطفى كرامة مخدوم .
لمـا سـبق سـنعرض النظـم المختـار ، ثـم التعريـف بالناظـم .
ثـم نشـرع فـي شـرح وتوضيـح قواعـد النظـم .
* * * * *
منظومــة
القواعـــد الفقهيــة
للشـيخ عبـد الرحمـن بـن نَاصِـر السـعدي
1 ـ الحمـــدُ للهِ العلـيّ الأَرفــقِِ وجامــعِ الأشــياءِ والمفـــرِّقِِ
2 ـ ذي النِّعَـمِ الواسـعةِ الغزيــرةْ والحِكَــمِ الباهــرةِ الكثيــــرةْ
3 ـ ثـم الصـلاةُ مَـعْ سـلامٍ دائـمِ علـى الرسـولِ القُرَشِـيِّ الخَاتِــمِ
4 ـ وآلهِ وصحبـــهِ الأبــــرارِ الحَائِــزِي مراتـــبَ الفَخـــارِ
5 ـ اعلَـم ـ هُدِيـتَ ـ أَنَّ أفضـلَ المِنَـنْ عِلـمٌ يُزيـلُ الشَّــكَ عَنْـكَ والــدَّرنْ
6 ـ وَيكْشِـفُ الحــقَّ لـذي القلــوبِ وَيُوصِــلُ العَبْــدَ إلـى المَطْلــوبِ
7 ـ فَاحْـرِصْ عَلـى فَهمـِـكَ للقواعِــدِ جَامِعـــةِ المســـائلِ الشـــوارِدِ
8 ـ فَتَرْتَقـي فـي العِلْـمِ خَيـرَ مُرْتَقَـى وَتَقْتَفِــي سُـبْلَ الـذي قَــدْ وُفِّقــا
9 ـ هَـــذِهِ قَوَاعـِــدٌ نَظَمْتُهــــا مِـن كُتْـبِ أهـلِ العِلْـمِ قـدْ حصَّلتُهـا
10 ـ جَزاهُـم المَوْلـى عَظِيـمَ الأَجْـــرِ والعَفــوَ مَــعْ غُفْرانِــه والبِـــرِّ
11 ـ النيـّـةُ شَــرْطٌ لِسَــائرِ العَمَــلْ بِهــا الصَــلاَحُ والفَســادُ للِعَمَــلْ
12 ـ الدِّيــنُ مَبْنــيٌّ علـى المَصَالـِـحِ فـي جَلْبِهَـــا والــدَّرْءِ للقَبَائِــحِ
13 ـ فَـإِنْ تَزَاحَــمْ عَــدَدُ المَصَالِــحِ يُقـــدَّمُ الأَعلــى مِـنَ المَصَالِــحِ
14 ـ وَضِـــدُّهُ تَزَاحُـــمُ المَفَاسِـــدِ يُرتَكَــبُ الأَدْنَــى مِــنَ المَفَاسِــدِ
15 ـ وَمِـنْ قَوَاعِـدِ الشَّـرِيعَةِ التَّيْسِــيرُ فــي كُــلِّ أَمــرٍ نَابَــهُ تَعْسِــيرُ
16 ـ وَلَيْـسَ وَاجِــبٌ بِــلاَ اقْتِـــدَارِ وَلاَ مُحَــــرَّمٌ مَـــعَ اضْطِــــرارِ
17ـ وَكُـلُّ مَحْظُــورٍ مَـعَ الضَّــرُورَةْ بِقَـــدْرِ مـا تَحْتَاجُـــهُ الضَّــرُورَةْ
18ـ وَتَرْجِـــعُ الأَحْكَـــامُ لليَقِيــنِ فَــلاَ يُزِيـــلُ الشَّـــكُّ لليَقِيِـــنِ
19 ـ والأَصْـلُ فِـي مِيَاهِنَـا الطَّهَــارَةُ والأَرْضِ والثِّيَــــابِ والحجــــارةِ
20ـ والأَصْـلُ فِـي الأَبْضَـاعِ واللحــومِ والنَّفْـــسِ والأمـــوالِ للمَعْصُــومِ
21 ـ تَحْريمُهــا حَتـى يَجِـيءَ الحِــلُّ فَافْهَـــمْ هَـــدَاكَ اللهُ مـا يُمَّـــلُّ
22ـ والأَصْـلُ فـي عَادَاتِنَـا الإِباحَــةْ حَتــى يَجِـيءَ صَــارِفُ الإِباحَـــةْ
23ـ وَلَيْــسَ مَشْـرُوعًا مِـنَ الأُمـورْ غَيــرُ الــذي فِـي شَـرْعِنَا مَذْكُــورْ
24 ـ وَسَــائِلُ الأُمــورِ كَالمَقَاصِــدِ وَاحْكُــم بِهــذا الحُكْــمِ للزَّوَائِـــدِ
25 ـ والخَطَـأ والإِكْــرَاهُ والنِّســيانُ أَسـْــقَطَهُ مَعْبُودُنـــا الرَّحمــــنُ
26ـ لَكِـنْ مَـعَ الإِتْـلاَفِ يَثْبُـتُ البَـدَلْ وَيَنْتَفِــي التَأثِيــمُ عَنْــهُ وَالزَّلَـــل
27 ـ وَمِـنْ مَسَـائِلِ الأَحْكَـامِ فـي التَّبَـعْ يَثْبـُــتُ لاَ إِذَا اسْـــتَقَلَّ فَوَقـَــعْ
28 ـ والعُــرْفُ مَعْمُــولٌ بِــهِ إِذَا وَرَدْ حُكْـمٌ مِـنَ الشَّـرعِ الشَّـريِِفِ لَـمْ يُحَـدْ
29 ـ مُعَاجِــلُ الْمَحْظُــورِ قُبـْـلَ آنِــهِ قَـدْ بَــاءَ بِالخُسْــرَانِ مَـعْ حِرْمَانِــهِ
30 ـ وَإِنْ أَتـى التَّحْرِيـمُ فِـي نَفْـسِ العَمَـلْ أَو شــرطِهِ ، فَـذُو فَسَــادٍ وخَلَـــلْ
31 ـ وَمُتْلــفُ مُؤْذِيــهِ لَيْـسَ يَضْمَــنُ بَعْــدَ الدِّفــاعِ بِالتـي هِـيَ أَحْسَــنُ
32 ـ " وأَل " تًُفِيــدُ الكُـلَّ فِـي العُمُــومِ فِــي الجَّمْــعِ والإِفْـــرَادِ كَالعَلِيــمِ
33 ـ والنَّكِــراتُ فِـي سِــيَاقِ النَّفْــي تُعْطِــي العُمُــومَ أَوْ سِــياقِِ النَّهْــي
34 ـ كَـذَاكَ " مَنْ " و " مَا " تُفِيـدَانِ مَعَـا كُــلَّ العُمُـــومِ يَـا أُخَــيَّ فاسْــمَعَا
35 ـ وَمِثْلُـــهُ المُفْـــرَدُ إِذْ يُضــافُ فَافهــم هُدِِيـتَ الرُّشــدَ مَـا يُضَــافُ
36 ـ ولاَ يَتِــمُّ الحُكْــمُ حَتَّـى تَجْتَمِــعْ كُــلُّ الشُّــرُوطِ والمَوَانِــعْ تَرْتَفِـــعْ
37 ـ ومَـنْ أَتـى بِمـا عَلَيْـهِ مِـِنْ عَمَـلْ قَــدِ اســتَحَقَ مَالَـهُ عَلـى العَمَـــلْ
38 ـ وَكُـلُّ حُكْــمٍ دَائِــرٌ مـعْ عِلَّتِــهْ وَهِـيَ التـي قَــدْ أَوْجَبَــتْ لِشِـرْعَتِهْ
39 ـ وَكُــلُّ شَـــرْطٍ لاَزمٌ لِلعَاقِــــدِ فـي البَيْـــعِ وَالنِّكــاحِ والمَقَاصِــدِ
40 ـ إِلاَّ شُـــرُوطًا حَلَّلَـــت مُحرَّمــًا أو عَكْسَـــهُ فَبَاطِـــلاَتٌ فَاْعلَمَـــا
41 ـ تُسْــتَعْمَلُ القُرْعَــةُ عِنْـدَ المُبهَــمِ مِـنَ الحُقُــوقِ أَو لَــدَى التَّزاحُـــمِ
42 ـ وإِنْ تَسَــاوى العَمَــلانِ اجْتَمَعَـــا وَفُعــــلَ أَحَدُهمَــــا فَاسْـــتَمِعَا
43 ـ وَكُــلُّ مَشْــغُولٍ فَــلاَ يُشَـــغَّلُ مِثَالُــــهُ المَرْهُـــونُ والمُسَـــبّلُ
44 ـ وَمَـنْ يُــؤَدِّ عَـنْ أَخِيــهِ وَاجِبـًا لَــهُ الرُّجُــوعُ إِنْ نَــوَى يُطالِبَــا
45 ـ والــوَازِعُ الطَّبْعِـي عَـنِ العِصْيَـانِ كَالــوَازِعِ الشَّــرْعِي بِــلاَ نُكْــرَانِ
46 ـ وَالحَمّـــدُ للهِ عَلَــى التَّمـــامِ فِـي البِـــدْءِ وَالخِتَــامِ والـــدَّوامِ
47 ـ ثُـمَّ الصَّــلاةُ مَـعْ سَـلاَمٍ شَـائِعِ عَلَـى النَّبـــيِّ وَصَحْبِــهِ وَالَّتابِــعِ
* * * * *
التعريــف بالناظــم
هـو الشـيخ عبـد الرحمـن بـن ناصـر بـن عبـد الله بـن ناصـر بـن حمـد آل سـعدي ؛ المكنـى بأبـي عبـد الله .
ولـد فـي بلـدة عُنَيـزة فـي القصيـم بالمملكـة العربيـة السـعودية ، فـي الثانـي عشـر مـن المحـرم سـنة سـبع وثلاثمائـة وألـف ( 1307 ) مـن الهجـرة النبويـة .
وقـد توفيـت أمـه ولـه أربـع سـنوات ، وتوفـي أبـوه ولـه سـبع سـنين ، فعـاش يتيـم الأبويـن ، ولكنـه نشـأ نشـأة حسـنة ، وكان قـد اسـترعى الأنظـار منـذ حدائـة سِـنه بذكائـه ورغبتـه الشـديدة في العلـوم .
عنـي " أبـوه " بتربيتـه تربيـة صالحـة ، ولمـا عالجتـه المنيـة فـي سـن مبكـر مـن حيـاة الابـن ، كفلتـه " زوجـة أبيـه " وآثرتـه بالعنايـة والرعايـة والمحبـة أكثـر مـن أبنائهـا . ولمـا شـب صـار فـي بيـت أخيـه الأكبـر " حمـد بـن ناصـر " الـذي أوصـاه أبـوه بـه .
وكـان " حمـد " رجـلاً صالحـًا ومـن حملـة القـرآن ، فنشـأ " عبـد الرحمـن " نشـأة صالحـة كريمـة .
وقـد قـرأ القـرآن بعـد وفـاة والـده ثم حفظـه عن ظهـر قلـب ، وأتقنـه وعمـره أحـد عشـر سـنة .
وقـد أخـذ العلــم عـن شـيوخ كثيريـن مـن أجـلاء علمـاء نجـد ، أكثرهـم مـن " عُنيـزة " و " بُريـدة " ،
فاجتهـد وجَـدَّ حتـى نـال الحـظ الأوفـر مـن كـل فـن مـن فنـون العلـم ، ولمـا بلـغ مـن العمـر ثلاثًـا وعشـرين سـنة جلـس للتدريـس فكـان يتعلـم ويعلِّـم ، ويقضـي جميـع أوقاتـه فـي ذلـك ، حتـى أنـه فـي عـام ألـف وثلاثمائـة وخمسـين صـار التدريـس ببلـده راجعًـا إليـه ومعـول جميـع الطلبـة فـي التعليـم عليـه .
ومـن مشـايخه الشـيخ محمـد الشـنقيطي ... .
وكـان أعظـم اشـتغاله وانتفاعـه بكتـب شـيخ الإسـلام ابـن تيميـة وتلميـذه ابـن القيـم .
كمـا خلـف ـ رحمه الله ـ تلاميـذ نجبـاء ، أشـهرهم العلامـة " محمـد بن صالـح العثيميـن " ـ رحمه الله ـ .
وفضيلـة الشـيخ العلامـة " عبـد الله بـن عبـد الرحمـن آل بسـام " ـ حفظه الله ـ .
* عقيـــدة الشـيخ عبـد الرحمـن السـعدي ـ رحمه الله ـ هـي عقيـدة السـلف الصالـح .
* فقهـــه ـ رحمه الله ـ : فقـد كـان فـي بدايـة الطلـب متمسـكًا بمذهـب الإمـام أحمـد تبعـًا لمشـايخه ،
ثـم مـال إلـى الترجيـح (1) وتـرك التقليـد .
اللآلئ والدرر السَّعديَّة / ص : 9 / بتصرف .
o لطيفـــة :
ـ وضـع الشـيخ السـعدي ـ رحمه الله تعالى ـ علـى نظمـه شـرحًا لطيفـًا ، فـرغ منـه فـي الثامـن عشـر مـن ذي القَعْـدة سـنة إحـدى وثلاثيـن وثلاثمائـة وألـف ( 1331 ) ، وعمـره حينئـذ لم يتجـاوز الرابعـة والعشـرين .
مجموعة الفوائد البهية على منظومة القواعد الفقهية / ص : 27 .
* ســمته : عُـرف ـ رحمه الله ـ بحسـن الخلـق ، وطِيـب الكـلام ، وبـذل النصيحـة ، والتواضـع الجـم ، والسـعي فـي مصالـح الخلـق ، مـع حسـن الديانـة ، والزهـد والتعفـف ، والشـفقة علـى المسـاكين ، لـذا اجتمعـت النفـوس علـى محبتـه .
مقدمة المرتقى الذلول إلى نفائس علم الأصول / السعدي / ص : 9 .
وكـان ذا بسـمة دائمـة ، كثيـر البكـاء والصـلاة والصيـام .
القواعد والأصول الجامعة ... / ص : 17 .
* مرضــه ووفاتــه :
قبـل وفاتـه بخمـس سـنوات أصيـب ـ رحمه الله ـ بضغـط الـدم وتصلـب الشـرايين ، وكـان يعـاوده مـرة بعـد أخـرى وهـو صابـر عليـه ولـم يمنعـه ذلـك مـن مواصلـة نشـاطه فـي التعليـم والإمامـة والخطابـة والتأليـف ، وقـد اهتـم أولـو الأمـر بالمملكـة بعلاجـه ، وأذنـوا بسـفره إلـى خـارج البـلاد للعـلاج ، وفـي آخـر أيامـه ـ رحمه الله ـ أصيـب بنزيـف فـي المـخ فأرسَـلَ الملـك فيصـل ـ حيـث كـان وليـًّا للعهـد ـ طائـرة خاصـة فيهـا أطبـاء مَهَـرَة ، فسـبقها الأجـل المحتـوم حيـث تلقـى طاقـم الطائـرة نبـأ وفاتـه وهـم فـي الجـو ، وذلـك فـي فجـر يـوم الخميـس الثالـث والعشـرين مـن جمـادى الآخـرة عـام سـتة وسـبعين وثلاثمائـة وألـف عـن تسـع وسـتين سـنة .
أجــزل الله لـه المثوبـة ، ورحمـه الله رحمـة واسـعة ، وقـد رثـاه غيــر واحـد مـن الفضـلاء بقصائـد مبكيـة . وبموتـه فقـد العالـم الإسـلامي عالمًـا كبيـرًا ومربيًـا فاضـلاً .
اللآلئ والدرر السَّعديَّة / ص : 9 / بتصرف .
* * * * *
-----------------------------------------------------------------------------
( 1 ) إلى الترجيح : أي إلى دراسة الأدلة والترجيح بينها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق