بحث عن:

الخميس، 26 مايو 2011

ما صح وما لم يصح في شهر رجب



مقدمـــــة

إن الحمـد لله ، نحمـده ونسـتعينه ونسـتغفره
، ونعـوذ بالله مـن شـرور أنفسـنا ومـن سـيئات أعمالنـا ،
مـن يهـده الله فـلا مضـل لـه ، ومـن يضلـل فـلا هـادي لـه
، وأشـهد أن لا إله إلا الله وحـده لا شـريك لـه ،
وأشـهد أن محمـدًا عبـده وسـوله .
{ يَـا أَيُّهَـا الَّذِيـنَ آمَنُـواْ اتَّقُـواْ اللهَ حَـقَّ تُقَاتِـهِ وَلاَ تَمُوتُـنَّ إِلاَّ وَأَنتُـم مُّسْـلِمُونَ } .
سورة آل عمران / آية : 102 .
{ يَـا أَيُّهَـا النَّـاسُ اتَّقُـواْ رَبَّكُـمُ الّـَذِي خَلَقَكُـم مِّـن نَّفْـسٍ وَاحِـدَةٍ
وَخَلَـقَ مِنْهَـا زَوْجَهَـا وَبَـثَّ مِنْهُمَـا رِجَـالاً كَثِيراً وَنِسَـاء وَاتَّقُـواْ اللهَ
الَّـذِي تَسَـاءلُونَ بِـهِ وَالأَرْحَـامَ إِنَّ اللهَ كَـانَ عَلَيْكُـمْ رَقِيبـاً } .
سورة النساء / آية : 1 .
{ يَـا أَيُّهَـا الَّذِيـنَ آمَنـُوا اتَّقُـوا اللهَ وَقُولُـوا قَـوْلاً سَـدِيداً
يُصْلِـحْ لَكُـمْ أَعْمَالَكُـمْ وَيَغْفِـر ْ لَكُـمْ ذُنُوبَكُـمْ وَمَـن يُطِـعْ اللهَ وَرَسُـولَهُ
فَقَـدْ فَـازَ فَـوْزاً عَظِيمـاً } .
سورة الأحزاب / آية : 70 ، 71 .
أمـا بعــد :
فـإن أصـدقَ الحديـثِ كتـابُ اللهِ ،
وخيـرَ الهـديِ هـديُ محمـدٍ ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ،
وشـرَ الأمـورِ محدثاتُهَـا وكـلَّ محدثـةٍ بدعـةٌ
، وكـلَّ بدعـةٍ ضلالـةٌ ، وكـلَّ ضلالـةٍ فـي النـارِ .
وبعــد :
ممـا عمـت بـه البلـوى اختـلاط الحابـل بالنابـل ، والصحيـح
بالسـقيم ،والسـنة بالبدعـة ، لـذا لـزم التنبيـه علـى الأخطـاء
الشـائعة، ولـزم الإرشـاد للطريـق القويـم .
وممـا احتيـج إليـه الإرشـاد إلـى المشـروع فـي شـهر رجـب ،
والتحذيـر ممـا ابْتُـدعَ فيـه ، وذلـك عـن طريـق الدليـل الصريـح
الصحيـح بفهـم سـلف الأمـة ؛
مـع الإرشـاد للطريـق الوحيـد للخـلاص مـن البـدع وآثارِهـا
السـيئة ،وهـو الاعتصـام بالكتـاب والسـنة اعتقـادًا وعلمـًا
وعمـلاً .
فالبـدع فـي حقيقتهـا سـمٌّ ناقـعٌ قاتـل ، فهنيئـًا لمـن وفقـه
اللهُ فـي عبادتـه لاتبـاع السـنة ولـم يخالطهـا ببدعـة .

جعلنـا الله مـن المتبعيـن للسـنة كيفمـا دارت
، والمتباعديـن عـن الأهـواء حيثمـا مالـت
، إنـه خيـر مسـؤول ، وأعظـم مأمـول .
نسـأل الله التوفيـق لمـا يحـب ويرضـى .....
وصلـى الله تعالـى وسـلَّم علـى نبيـه وعبـده ،
وعلـى آله وصحبـه . آميــــن .
بسم الله الرحمن الرحيم
هــدي النبــي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ عنــد
رؤيـــة هـــلال كــل شـــهر

قـال الإمـام الحافـظ محمـد بـن عيسـى بـن سَـوْرَةَ
الترمـذيّ فـي سـننه :
حدثنـا محمـد بـن بَشَّـارٍ، قـال : حدثنـا أبـو عامـرٍ العَقَـدِيُّ ،
قـال حدثنـا سـليمانُ بـن سُـفيانَ المدِينـيُّ ،قـال :
حدثنـي بـلالُ بـن يحيـى بـن طلحـةَ بـن عُبيـدِ اللهِ ،
عـن أبيـه ،عـن جَـدِّه طلحـةَ ابن عُبيـدِ اللهِ
؛ أن النبـيَّ ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ كـان إذا
رأى (1) الهـلالَ قـال :
" اللهـم أَهْللـهُ علينـا باليمـنِ (2) والإيمـان (3) ، والسـلامةِ (4)
والإسـلام (5) ، ربـي وربُّـكَ الله (6) " .
سنن الترمذي [ المجلد الواحد ] / تحقيق الشيخ الألباني / ( 45 ) ـ كتاب : الدعوات /
( 51 ) ـ باب : ما يقول عند رؤية الهلال / حديث رقم : 3451 / ص : 784 / صحيح .

قولـه
: كـان إذا رأى الهـلال : وهـو ـ أي الهـلال
ـ يكـون من الليلـة الأولـى والثانيـة والثالثـة ،
ثـم هـو قمـر .
( " أهللـه علينـا باليمـن " : أي أطلعـه علينـا مقترنًـا بالبركـة .
" والإيمـان " : أي بـدوام الإيمـان .
( " والسـلامة " : أي ـ السـلامة عـن كـل مضـرة وسـوء .
" والإسـلام " : أي بدوامـه .
" ربـي وربـك الله ":
لمـا توسـل بـه ـ أي بالهـلال ـ لطلـب اليمـن والإيمـان
، دل علـى عظـم شـأن الهـلال ،
فقـال " ربـي وربـك الله " تنزيهًـا للخالـق أن يُشـارك
فـي تدبيـر مـا خلـق .
تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي / ج : 8 / كتاب : الدعوات /
باب : ما يقول عند رؤية الهلال / ص : 451 / بتصرف .
o فائـــدة :
ـــــــ
هـل يلـزم قبـل الدعـاء بهـذا أن نـرى الهـلال بأعيننـا فعـلاً ؟ !
لا يلـزم كـل شـخص ذلـك ، ولكـن يلـزم هـذا لمـن يسـتطلع الهـلال عنـا .
فخبـر الثقـة يكفـي لذلـك ، وذلـك مثـل حديـث
" صومـوا لرؤيتـه " فـلا يلـزم كـل شـخص
أن يـرى الهـلال بعينـي رأسـه حتـى يبـدأ صيـام رمضـان
، ولكـن يكفيـه خبـر الثقـات برؤيـة الهـلال ،
أو انتهـاء الشـهر وتمامـه .
فكـل مـا يلزمنـا محاولـة رؤيـة الهـلال ، فـإن تعـذر ،
فيكفـي مـا سـبق وهـو خبـر الثقـات .

**************

شــهر رجــب الفــرد الحــرام
المشـــروع فيـه ، والمبتــدع
===================
إن الله قـد اصطفـى صفايـا مـن خلقـه
؛ اصطفـى من الملائكـة رسـلاً
، ومـن النـاس رسـلاً
، واصطفـى مـن الكـلام ذكـره ،
واصطفـى من الأرض المسـاجد
، واصطفـى من الشـهور رمضـان والأشـهر الحـرم
، واصطفـى مـن الأيـام يـوم الجمعـة ،
واصطفـى من الليالـي ليلـة القـدر .
الأشـــهر الحـُـــرُم هـــي :
==============
رجـب ، ذو القعـدة ، ذو الحجـة ، محـرم .
وشـهر رجـب منفـرد عـن إخوتـه ،
فبقيـة الأشـهر الحـرم متتاليـة ..... لـذا سـماه العلمـاء
" الفـرد " نسـبة لانفـراده عـن بقيـة الأشـهر الحـرم .
o فـائـــدة :
ــــــــ
وليـس معنـى اصطفـاء الله لهـذه الصفايـا مـن
خلقـه أن نعظمهـا كيـف نشـاء
، ولكـن فـي حـدود النصـوص الشـرعية الخاصـة بذلـك .
* وقـد عظـم الله حرمـات الأشـهر الحـرم ،
وجعـل الظلـم فيهـا أعظـم خطيئـةً ووزرًا مـن الظلـم فيمـا سـواها ،
وإن كـان الظلـم فـي كـل حـال عظيمـًا ، سـواء ظلـم
الإنسـانُ نفسَـهُ أو غيـره .
وقـد ذكـر الله الأشـهر الحـرم فـي قولـه تعالـى :
{ إِنَّ عِـدَّةَ الشُّـهُورِ عِنـدَ اللهِ اثْنَـا عَشَـرَ شَـهْراً فِـي
كِتَـابِ اللهِ يَـوْمَ خَلَـقَ السَّـمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَـا أَرْبَعَـةٌ
حُـرُمٌ ذَلِـكَ الدِّيـنُ الْقَيِّـمُ فَـلاَ تَظْلِمُـواْ فِيهِـنَّ أَنفُسَـكُمْ
وَقَاتِلُـواْ الْمُشْـرِكِينَ كَآفَّـةً كَمَـا يُقَاتِلُونَكُـمْ كَآفَّـةً وَاعْلَمُـواْ أَنَّ
اللهَ مَـعَ الْمُتَّقِيـنَ } .
سورة التوبة / آية : 36 .
" إن عـدة الشـهور عنـد الله " :
أي فـي حكـم الله ، وفيمـا كتـب فـي اللـوح المحفـوظ .

" يـوم خلـق ..... " :
ليبيــن أن قضــاءه وقـدره كـان قبــل ذلـك
، وأنـه سـبحانه وضـع هــذه
الشـهور وسـماها بأسـمائها علـى مـا رتبهـا عليـه
يـوم خلــق الســموات والأرض . وحكمهـا بـاقٍ
علـى مـا كانـت عليـه لـم يزلْهـا عـن ترتيبهـا تغييـر
المشـركين لأسـمائها .
والمقصـود مـن ذلـك اتبـاع أمـر الله فيهـا ورفـض
مـا كـان عليـه
أهـل الجاهليـة مـن تأخيـر أسـماء الشـهور وتقديمهـا ،
وتعلـق الأحكـام علـى الأسـماء التـي رتبوهـا عليـه .
القرطبي .
وقـد بيـن الرسـول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ
هـذه الأشـهر الأربعـة الحـرم .
* فعـن أبـي بكـرة عـن النبـي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قـال :
" ألا إن الزمـان قـد اسـتدار(1)
كهيئتـه يـوم خلـق الله السـموات والأرض
السـنة اثنـا عشـر شـهرًا منهـا أربعـة
حـرم ثـلاث متواليـات ذو الْقَعْـدة
وذو الحجـة والمحـرم ورجـبُ مُضَـرَ
الـذي بيـن جُمَـادَى وشـعبان " .
صحيح البخاري . متون / ( 65 ) ـ كتاب : تفسير القرآن /
( 8 ) ـ باب : قوله : " إن عدة الشهور عند الله
اثنا عشر شهرًا ... / حديث رقم : 4662 / ص : 550 /
طبعة : دار ابن الهيثم .
( 1 ) الزمـان قـد اسـتدار : قيـل فـي التفاسـير :
قـال " إيـاس بـن معاويـة " كـان المشـركون يحسـبون
السـنة اثنـى عشـر شـهرًا وخمسـة عشـر يومـًا ،
فكـان الحـج يكـون فـي رمضـان وفـي ذي القعـدة
وفـي كـل شـهر مـن السـنة
بحكـم اسـتدارة الشـهر بزيـادة الخمسـة عشـر يومـًا
. فحـج أبـو بكـر سـنة تسـع فـي ذي القعـدة بحكـم الاسـتدارة
، ولـم يحـج النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ
. فلمـا كـان فـي العـام المقبـل وافـق الحـج ذا الحجـة فـي العشـر ،
ووافـق ذلـك الأهِلَّـة وهـذا القـول
أشـبه بقـول النبـي " إن الزمـان قـد اسـتدار " :
أي زمـان الحـج عـاد إلـى وقتـه الأصلـي
الـذي عينـه الله يـوم خلـق السـموات
والأرض بأصـل المشـروعية التـي
سـبق بهـا علمـه ، ونفـذ بهـا حكمـه .
ثـم قـال صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم :
" السـنة اثنـا عشـر شـهرًا "
: ينفـي بذلـك الزيـادة التـي زادوهـا فـي السـنة
ـ وهـي الخمسـة عشـر يومـًا ـ
بتحكيمهـم ، فتعيـن الوقـت الأصلـي وبطـل التحكـم الجهلـيّ .
تفسير القرطبي / مجلد رقم : 4 / ص : 3063 / تفسير التوبة .
وقولـه صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم :
" ورجـب مُضـر الـذي بيـن جمـادَى وشـعبان " :
إنمـا أضافـهُ إلـى مُضـر ليبيـن صحـة قولهـم
فـي رجـب ومكانـه بيـن الشـهور .
وقيـل له " رجـب مضـر " :
لأن ربيعـة بـن نـزار كانـوا يُحَرِّمُـونَ شـهر رمضـان
ويسـمونه رجبًـا .
وكانـت مضـر تحـرِّم رجبـًا نفسـه. القرطبي .
قـال الإمـام البغـوي : قـال قتـادة :
والظلـم فيهـن ( أي فـي الأشـهر الحـرم )
أعظـم مـن الظلـم فيمـا سـواهنّ
، وإن كـان الظلـم علـى كـل حـال عظيمـًا .
فارتكـاب محـارم الله كلهـا ،
والفواحـش مـا ظهــر منهـا ومـا بطـن ،
ظلـم للنفـس حَرَّمـه الله ،
ونهـى عنـه ، كمـا نهـى تعالـى عـن ظلـم الإنسـان لغيـره .
* فعـن أبـي ذر ، عـن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ
. فيمـا روى عـن الله تبـارك وتعالـى أنـه قـال :
" يـا عبـادي ! إنـي حرمَـتُ الظلـمَ على نفسـي
وجعلتُـه بينكـم محرمـًا . فلا تظَالمُـو ..... " .
صحيح مسلم / ( 45 ) ـ كتاب : البر والصلة والآداب /
( 15 ) باب :تحريم الظلم / حديث رقم : 2577 / ص : 658 .
وحـذر النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ مـن الظلـم :
* فعـن عبـد الله بـن عمـر ـ رضي الله عنهما ـ
عـن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم
ـ قـال النبـي : " الظلـم ظُلُمـات يـوم القيامـة " .
صحيح البخاري
. متون / ( 46 ) ـ كتاب : المظالم والغضب / ( 8 ) ـ باب
: ظلمات يوم القيامة / حديث رقم : 2447 / ص : 280 .


وخَـوَّفَ النبـيُّ أمتَـهُ مـن دعـوةِ المظلـوم :
* فعـن ابـن عبـاس ـ رضي الله عنهما ـ أن النبـي ـ
صلى الله عليه وعلى آله وسلم
ـ بعـث معـاذًا إلـى اليمـن فقـال :
" اتـق دعـوة المظلـوم فإنـه ليـس بينهـا وبيـن
الله حجـاب " .
صحيح البخاري . متون / ( 46 ) ـ كتاب : المظالم والغضب / ( 9 ) باب :
الاتقاء والحذر من دعوة المظلوم / حديث رقم : 2448 / ص : 280 .
فظلـم النفـس الـذي هـو تـرك طاعـة الله ،
وتـرك الانقيـاد لامتثـال أوامـره ، واجتنـاب نواهيـه
، محـرم بنـص القـرآن الكريـم ،
وأيضـًا ظلـم النـاس بعضهـم لبعـض محـرم علـى
الـدوام . ولكنـه فـي شهـر رجـب ، وبقيـة الأشـهر
الحـرم أشـد تحريمـًا .
فالمشـروع فـي هـذا الشـهر : ( رجـب الفـرد الحـرام ) .
تـرك ظلـم النفـس :
وذلـك بالاتبـاع وفعـل المأمـورات والبعـد عـن المحرمـات
والمنهيـات .
2 ـ تـرك ظلـم العبـاد :
فظلمهـم يكـون بشـتمهم وقذفهـم
، وأكـل أموالهـم ، وسـفك دمائهـم
، واغتيابهـم ،
والسـعي بينهـم بالفسـاد ..... حتـى يلقـى الله مفلسـًا .
* فعـن أبـي هريـرة ـ
رضي الله عنه ـ أن رسـول الله
ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال :
" أتـدرون مـا المفلـس ؟ قالـوا
: المُفلـسُ فينـا مـن لا درهـم لـه ولا متــاع .
فقــال : إن المفلـس مـن أمتـي
، يأتـي يـوم القيامـة بصــلاةٍ وصيـام وزكـاةٍ
، ويأتـي قـد شـتم هـذا ، وقـذف هـذا ، وأكـل مـال
هـذا، وسـفك دم هـذا ، وضـرب هـذا .
فيُعطـى هـذا من حسـناته وهـذا مـن حسـناته
فـإن فَنِيـت حسـناتُهُ ، قبـل أن يَُقْضِـي مـا عليـه
أخـذ مـن خطاياهـم فطُرحـت عليـه
. ثـم طُـرح فـي النـار " .
صحيح مسلم / ( 45 ) ـ كتاب : البر والصلة والآداب / ( 15 ) ـ باب :
تحريم الظلم / حديث رقم : 59 ـ ( 2581 ) / ص : 659 .

كيـف تكــون متبِعًــا غيـر مبتــدعٍ فـي شــهر رجـب ؟
========================
ثبـت فـي الصحيـح عنـه صلـى الله عليـه وعلـى
آلـه وسـلم أنـه حـذَّر مـن مخالفـة أمـره :
* ..... ثـم قـال : أخبرتنـي عائشـة
؛ أن رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال :
" مـن عَمِـلَ عمـلاً ليـس عليـه أمْرُنـَا فهـو ردٌّ ". مسلم .
صحيح مسلم . متون / ( 30 ) ـ كتاب : الأقضية / ( 8 ) ـ باب : نقض
الأحكام الباطلة ..... / حديث رقم : 18 ـ ( 1718 ) / ص : 448 .
* وعـن جابـر بـن عبـد الله ؛ قـال : كـان رسـول الله
ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ إذا خطـب ..... ويقـول :
" أمـا بعــد . فـإن خيـر الحديـث كتـاب الله
. وخيـر الهـدي هـدي محمـد ـ
صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ
. وشـر الأمـور محدثاتهـا
وكـل بدعـة ضلالـة ..... "
صحيح مسلم . متون / ( 7 ) ـ كتاب : الجمعة / (13) ـ باب :
تخفيف الصلاة والخطبة / حديث رقم : 43 ـ ( 867 ) / ص : 204 .

ومـن القواعـد ـ الكليـة ـ الفقهيـة الهامـة :

الأصـلُ فـي عـاداتِنـا الإباحَـة حتـى يجـيءَ صـارفُ الإبـاحَـهْ .
وليـس مشـروعًا مـن الأمـور غيـرُ الـذي فـي شـرعِنا مذكـورْ .
فالأصـل فـي العـادات ، أي الأمـور الدنيويـة مـن مآكـل ومشـارب
: الحِـل والإباحـة حتـى يـرد فـي الشـرع مـا يحرمـه .

مثـل : الأصـل فـي الطعـام الحِـلّ ،
ولكـن هنـاك نـص يخـرج لحـم الخنزيـر
مـن هـذا الأصـل فيحـرم .
وعلـى العكـس في العبـادات :
الأصـل فـي العبـادات التوقـف والتحريـم حتـى يـرد
نـص بمشـروعية هـذه العبـادة فيخرجهـا
عـن الأصـل وهـو عـدم المشـروعية .
* وقـال شـيخ الإسـلام ابـن تيميـة فـي القواعـد النورانيـة الفقهيـة :
" فباسـتقراء الشـريعـة نعلـمُ أنَّ العبـادات التـي أوجبهـا الله
أو أحبَّهـا لا يثبـت الأمـر بهـا إلا بالشـرع " . ا . هـ .
وعلـى هـذا جـرى السـلفُ الصالـحُ ـ
رضي الله عنهم
ـ مـن الصحابـة والتابعيـن .
* فعـن سعيـد بـن المسـيب : أنـه رأى رجـلاً يصلـي
بعـد طلـوع الفجــر أكثـر مـن ركعتيـن ، يُكثِـرُ
فيهمـا الركـوع والسـجود ، فنهـاه .
فقـال :
يـا أبـا محمـد ! يعذبنـي اللهُ علـى الصـلاة ؟ ! .
قـال : " لا ، ولكـن يعذبُـكَ علـى خـلاف السـنة " .
رواه البيهقي وغيره بسند حسن .
قـال شـيخنا العلامـة الألبانـي ـ رحمه الله ـ في " إرواء الغليل "
( 2 / 236 ) بعـد إيـرادِه هـذا الأثـر :
" وهـذا مـن بدائـع أجوبـة سـعيد بـن المسـيب ـ رحمه الله تعالى ـ
، وهـو سـلاحٌ قـويٌ علـى المبتدعـةِ الذيـن يسـتحسنون كثيـرًا
مـن البـدع باسـمِ أنهـا ذِكْـرٌ وصـلاةٌ
! ! ثـم ينكـرون على أهـلِ السـنةِ إنكـار ذلـك عليهـم ،
ويتهمونهـم بأنهـم ينكـرون الذكـرَ والصـلاة !
وهـم فـي الحقيقـة إنما ينكـرون خلافَهـم للسـنةِ
فـي الذِّكـرِ والصـلاةِ ونحـو ذلـك ". ا . هـ .
علم أصول البدع / الشيخ : علي حسن علي عبد الحميد / ص : 72 .
فـلا عبـادة إلا بنـص مـن القـرآن أو السـنة الصحيحـة .
وتطبيـق ذلـك :
الصيـام عامـة مشـروع فـي ديـن الله
، ولكـن تخصيـص أوقـات معينـة
مثـل :
شـهر رجـب أو غيـره لأفضليتـه ، دون نـص بذلـك
، فهـذا غيـر مشـروع ، ويدخـل فـي البـدع .
* وقـال
الحافـظ ابـن حجـر فـي ( تبييـن العجـب بمـا ورد فـي شـهر رجـب ) :
ـ لـم يـرد فـي فضـل شــهر رجـب ولا فـي صيامـه ولا
فـي صيـام شـيء منـه معيـن ، ولا فـي قيـام ليلـة
مخصوصـة فيـه حديـث صحيـح يصلـح للحجـة .


ـ وقـال عبـد الرزاق فـي مصنفـه ( 4 / 292 ) :
عـن ابـن جريـج عـن عطـاء : كـان " ابـن عبـاس "
ينهـى عن صيـام رجـب كلـه
؛ ألاَّ يُتَّخـذ عيـدًا . إسناده صحيح .
تبيين العجب بما ورد في شهر رجب /
للحافظ ابن حجر العسقلاني / ص : 70 .
روي عـن أحمـد عـن خرشـة بـن الحـر قـال :
رأيـتُ عمـر يضـرب أكـف المترجبيـن حتـى
يضعوهـا فـي الطعـام ويقـول :
كلـوا فإنمـا هـو شـهر كانـت تعظمـه الجاهليـة .
إرواءالغليل في تخريج أحاديث منار السبيل /
تحقيق الشيخ الألباني / ج : 4 /
حديث رقم : 957 / ص : 113 / صحيح .
قـال الشـيخ الألبانـي :
وليـس هـو فـي " المسـند " للإمـام أحمـد ،
فهـو فـي بعـض كتبـه الأخـرى
التـي لـم تصـل إلينـا ،
وقـد أخرجـه ابـن أبـي شـيبة فـي " المصنـف " .
ورُوِي نحـو ذلـك ، عـن أبـي بكـرة .
قـال ابـن حجـر :
فهـذا النهـي منصـرف إلـى
مـن يصـومه معظمـًا لأمـر الجاهليـة .
أمَّـا إن صامـه لقصـد الصـوم فـي الجملـة
، مـن غيـر أن يجعلـه حتمـًا ،
أو يخـص منـه أيامـًا معينـة يواظـب علـى صومهـا ،
أو ليـالٍ معينـة يواظـب علـى قيامهـا ،
بحيـث يظـن أنهـا سُـنَّة ... فهـذا مَنْ فَعَلَـهُ مـن
السـلامة ممـا استثنـي ،
فـلا بـأس به ، فـإن خـص ذلـك ـ بشـهر رجـب ـ
أو جعلـه حتمـًا ، فهـذا محظـور .
* عـن أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ
عن النبـي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قـال :
" لا تختصـوا ليلـة الجمعـة بقيـام من بيـن الليالـي .
ولا تخصـوا يـوم الجمعـة بصيـام من بيـن الأيـام .
إلا أن يكـون فـي صـوم يصومـه أحدكـم " .
صحيح مسلم . متون / /
( 13 ) ـ كتاب : الصيام /
( 23 ) ـ باب : تحريم
صوم أيام التشريق / حديث رقم : 148 ـ
( 1144 )
/ ص : 273 .
* وقـال النـووي ـ رحمه الله ـ :
" ولـم يثبـت فـي صـوم رجـب نهـي ولا نـدب بعينـه
، ولكـن أصـل (1) الصـوم منـدوب إليـه " .
ا . هـ . السنن والمبتدعات ... للشقيري /
ص : 125 .
-----
( 1 ) أصل الصوم مندوب إليه :
أي أن الصيام عمومًا مندوب إليه في أي وقت ،
فالإسلام يرغب في عبادة الصيام لما فيها من
الفضل والخير الكثير للصائم .


* بعـض البــدع التـي يراهـا كثيــر مـن النـاس حسـنة :
=============
====
ـ صيـام الثلاثـة أشـهر سـردًا
كمـا يفعـل ذلـك كثيـر مـن النـاس ،
ونبـه علـى ذلـك الإمـام ابـن القيـم
فـي كتابـه زاد المعـاد وغيـره .
ـ وفـي " تذكـرة الموضوعـات
" لابـن طاهـر الهنـدي الفتنـي قـال :
وممـا يُفعـل فـي هـذه الأزمـان :
إخـراج الزكـاة فـي رجـب دون غيـره ولا أصـل لـه .
وممـا أحدثـوا فـي رجـب إقبالهـم علـى الطاعـة أكثـر ،
وإعراضهـم فـي غيـره حتـى كأنهـم لـم يخاطبـوا إلا فيـه .
هناك بعض التصرف في هذا القول .
ـ ومـن البـدع الاجتمـاع في البيـوت ،
أو غيرهـا لقـراءة قصـة المعـراج فـي ليلـة
السـابع والعشـرين مـن رجـب ،
وبعـض النـاس يخصصـون هـذه
الليلـة بالذكـر والعبـادة والقيـام ،
وهـذا اليـوم بالصيـام ، وصـلاة الرغائـب .
ـ ومـن البـدع خـروج النسـاء إلـى
المقابـر فـي نصـف رجـب أو آخـره .
ـ عمـرة رجـب ( العمـرة الرجبيـة ) فالعمـرة مشـروعة
فـي كـل وقـت
ولكـن دون تخصيـص زمـان
وأفضليـة بـدون نـص .
فالعمـرة مشـروعة فـي رجـب وغيـره دون اعتقـاد بـأن هنـاك
أفضليـة لآدائهـا فـي رجـب علـى ما سـواه مـن الأشـهر .

الأحاديـث الضعيفــة والموضوعــة
الـواردة فـي فضــل شـهر رجـب :
============
ـ حديـث :
" رجـب شـهر الله ،
وشـعبان شـهري ، ورمضـان شـهر أمتـي " .
ذكره ابن الجوزي في
الموضوعات .
ـ حديـث :
" فضـل رجـب علـى
سـائر الشـهور
كفضـل القـرآن علـى
سـائر الكـلام " .
حديث مكذوب .
ـ حديـث :
" اللهـم بـارك لنـا فـي
رجـب وشـعبان ،
وبلغنـا رمضـان " .
ضعفه النووي في
الأذكـار للسيوطي .
ـ حديـث :
" إن فـي الجنــة نهـرًا ،
يقـال لـه رجــب ،
مـاؤه أشـد بياضـًا مـن
اللبـن ، وأحلـى مـن
العسـل ،
مـن صـام يومـًا مـن
رجـب
سـقاه الله مـن ذلـك النهـر " .
قال الذهبي باطل .

-11-

ـ حديـث :

" صـوم أول يـوم مـن رجـب

كفـارة ثـلاث سـنين ،

والثانـي كفـارة سـنتين

، والثالـث كفـارة

سـنة ثـم كـل يـوم شـهرًا "

قال شارح الجامع إسناده ساقط .

ـ حديـث :

" مـن صـام ثلاثـة أيـام مـن شـهر حـرام

الخميـس والجمعـة والسـبت كتـب

لـه عبـادة سـتين سـنة " .

قال السخاوي باطل .

ـ حديـث :

" صـوم يـوم مـن شـهر حـرام أفضـل مـن

ثلاثيـن مـن غيـره ،

وصـوم يـوم مـن رمضـان أفضـل

مـن ثلاثيـن مـن شـهر حـرام " .

قال العراقي لم أجده .

ـ وقصـة ابـن السـلطان :

الرجـل المسـرف الـذي

كـان لا يصلـي

إلا فـي رجـب ،

فلمـا مـات ظهـرت

عليـه علامـات الصـلاح ،

فسـئل عنـه رسـول الله ـ

صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ فقـال :

" إنـه كـان يجتهـد

ويدعـو فـي رجـب " .

قصة مكذوبة تحرم

قراءتها ويحرق كتابها .

ـ روى الإمـام أحمـد

وأبـو داود وابـن ماجـه

واللفـظ لـه عـن

رجـل مـن باهلـة قـال :

أتيـت النبـي ـ

صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، فقلـت :

يـا رسـول الله أنـا الرجـل الـذي

أتيتـك عـام الأول ، فقـال :

" فمالـي أرى جسـمك ناحـلاً ؟ "

. قـال :

يا

رسـول الله مـا أكلـت طعامـً

ا بالنهـار ما أكلتـه إلا بالليـل .

قـال :

" مـن أمـرك أن تعـذب نفسـك ؟ "

. قلـت :

يا رسـول الله إنـي قـوي .

قـال :

" صـم شـهر الصبـر ويومـًا بعـده " .

قلـت :

إنـي أقـوى .

قـال :

" صـم شـهر الصـوم ويوميـن بعـده " .

قلـت :

إنـي أقـوى .

قـال :

" صـم شـهر الصبـر وثلاثـة أيـام

بعـده وصـم أشـهر الحـرم " .

ولفـظ أبـي داود :

" صـم مـن الحـرم واتـرك " . قالهـا ثلاثـًا .

ضعيف / ضعفه الشيخ الألباني في رياض الصالحين

/ حديث رقم : 1256 / ص : 446 .

* مــا ورد فـي الفَـــرَع والعتيـــرة :

===========================

* عـن نُبَيشـة قـال :

نـادى رجـل رسـول الله

ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ

فقـال :

يـا رسـول الله ! إنـا كنـا نَُعْتِـرُ (1)

عَتِيـرَةً فـي الجاهليـةِ فـي رجـب

، فمـا تأمُرُنـا ؟

قـال صلى الله عليه وعلى آله وسلم :

" اذبحـوا لله (2) عـز وجـل فـي

أيِّ شـهرٍ كـان ، وبَـرُّوا

لله (3) ، وأطعمـوا " .

قالـوا :

يـا رسـول الله ! إنـا كنـا نُفْـرِعُ ( 4 )ضبط كامل

فَرَعـًا فـي الجاهليـةِ فمـا تأمُرُنـا بـه ؟


-12-

قـال صلى الله عليه وعلى آله وسلم :

" فـي كـلِّ سـائمةٍ فَـرَعٌ تَغْـذُوه ماشِـيَتُكَ (5)

، حتـى إذا اسْـتَحْمَلَ ( 6 ) ذَبَحْتَـهُ ،

فتصدقْـتَ بلحمـهِ ( أراه قـال ) علـى ابـن السـبيل

. فـإن ذلـك هـو خيـرٌ " .

صحيح سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني/

ج : 2 / كتاب : الذبائح /

باب : الفَرَع والعتيرة /

حديث رقم : 2565 / ص : 207 .

إرواء الغليل / ج : 4 / ص : 412 . صحيح أبي داود

/ ج : 2 / كتاب الأضاحي /

باب : في العتيرة / حديث رقم : 2454

/ ص : 545 .

( 1 ) نعتـر : نذبـح .

( 2 ) اذبحـوا لله :

أي اذبحـوا إن شـئتم واجعلـوا الذبـح

فـي رجـب وغيـره سـواء .

( 3 ) بـروا الله : أطيعـوه .

( 4 ) نُفْـرِعُ :

نذبـح فرعـًا وهـو أولُ مـا تلـد الناقـة .

وكانـوا يذبحـون ذلـك لآلهتهـم فـي الجاهليـة

ثـم نهـى النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ عـن ذلـك .

( 5 ) تغـزوه ماشـيتك :

يُعلـف مثـل ماشـيتك أو مـع ماشـيتك .

( 6 ) إذا اسـتحمل :

أي قـوي علـى الحمـل وصـار

بحيـث يُحمـلُ عليـه .

عون المعبود ... / المجلد الرابع ( 7 ـ 8 ) باب : في العتيرة /

حديث رقم : 2827 / ص : 23 . بتصرف يسير جدًا .

* عـن أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه

ـ قـال

: قـال رسـول الله ـ

صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :

" لا فَـرَعَ ولا عَتِيـرَةَ " .

صحيح سنن الترمذي / ج : 2 / أبواب الأضاحي

/ باب : في الفرع والعتيرة

/ حديث رقم :

1220 / ص : 92 .

سنن الترمذي [ المجلد الواحد ] / تحقيق الشيخ الألباني /

( 17 ) ـ كتاب : الأضاحي / ( 15 ) ـ باب :

ما جاء في الفرع والعتيرة / حديث رقم : 1512

/ ص : 358 / صحيح .

* قـال أبـو عيسـى ـ الترمـذي ـ :

والفَـرَع :

أول النتـاج كـان يُنتـجُ لهـم فيذبحونـه .

والعتيـرة :

ذبيحـة كانـوا يذبحونهـا فـي رجـب ،

يعظمـون شـهر رجـب ،

لأنـه أول شـهر مـن أشـهر الحـرم .

وأشـهر الحـرم :

رجـب ، وذو القعـدة ، وذو الحجـة ، والمحـرم .

المرجع السابق .

* قـال الشـيخ الألبانـي ـ

رحمه الله ـ فـي الإرواء :

هـذا وقـد أفـادت هـذه الأحاديـث :

مشـروعية الفـرع ،

وهـو الذبـح أول النتـاج علـى أن يكـون لله تعالـى .

ومشـروعية الذبـح فـي رجـب

وغيـره بـدون تمييـز وتخصيـص

لـ " رجـب " علـى

ما سـواه مـن الأشـهر .




-13-

فـلا تعـارض بينهـا وبيـن الحديـث المتقـدم " لا فـرع ولا عتيـرة " ،

لأنـه إنمـا أبطـل ـ

صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ

بـه الفـرع الـذي كـان أهـل الجاهليـة ـ

يذبحونـه ـ لأصنامهـم ، والعتيـرة ،

وهـي الذبيحـة التـي يخصـون بهـا رجبـًا . والله أعلـم .

إرواء الغليل / ج : 4 / ص : 413 .

********************

14

الإســـراء والمعـــراج

================

قـال تعالـى :

{ سُـبْحَانَ الَّـذِي أَسْـرَى

بِعَبْـدِهِ لَيْـلاً مِّـنَ الْمَسْـجِدِ

الْحَـرَامِ إِلَـى الْمَسْـجِدِ الأَقْصَـى ... } . سورة الإسراء / آية : 1 .

قـد أثبـت القـرآن

الكريـم الإسـراء . كمـا

أثبتـت السـنة

الغـراء المعـراج .

ولكـن هـل كـان الإسـراء

والمعـراج

فـي ليلـة

السـابع والعشـرين

مـن شـهر رجـب ؟

قالـوا :

كـان فـي شـهر ربيـع الأول . وقالـوا :

فـي شـهر ربيـع الآخـر . وقالـوا : كـان فـي رجـب .

وقيـل : فـي رمضـان . وقيـل : فـي شـوال .

وقيـل كـان فـي ليلـة السـابع والعشـرين

مـن رجـب ... الأقـوال كثيـرة جـدًا ،

والحقيقـة مجهولـة ،

لأنـه لـم يسـتند أحـدٌ قـط مـن أصحـاب

هـذه الأقـوال إلـى حديـث

صحيـح فوجـب :

الإمسـاك عـن التعييـن

، والسـكوت

عمـا سـكت عنـه سـلفنا الصالـح ،

والقـرآن والسـنة الصحيحـة

فيهمـا الكفايـة .

* الضعيــف فـي

الإســراء والمعــراج :

============================

ـ حكايـة ذهابـه صلـى الله

عليـه وعلـى آله وسـلم

ورجوعـه ليلـة الإسـراء

ولـم يبـرد فراشـه .

لم يثبت ذلك ، ولم يرد في مدة غيبته

صلى الله عليه وعلى آله وسلم شيء .

ـ وحديـث :

رأى رجـلاً ليلــة الإسـراء

معلقًـا فـي سـرادق العـرش

فقـال :

أنبـي هـذا أم مَلَـك ؟

فقيـل :

لا . هـذا كـان فـي الدنيـا

قلبـه معلـق فـي المسـاجد

. ولسـانه رطـب مـن ذكـر الله ؛

ولـم يسـتسب لوالديـه قـط .

خبره واهٍ جدًا .

ـ وحديـث :

" لمـا عـرج بـي إلـى السـماء

رأيـت علـى سـاق العـرش مكتوبـًا :

لا إله إلا الله محمـد رسـول الله ،

أبـو بكـر الصديـق ،

عمـر الفـاروق

، عثمـان ذو النوريـن " .

فيه كذاب أو مجهول .

ـ وحديـث :

" رؤيتـه صلـى الله عليـه

وعلـى آله وسـلم

لِعَلـيّ ليلـة الإسـراء فـي

السـماء فـي صـورة

سـبع فتـح لـه فـاه

وفيـه خاتمـه

فلمـا نـزل وجـد

خاتمـه مـع علـي " .

باطل مكذوب .

-15-

شــبهة والــرد عليهــا

==================

قـد يقـول قائـل :

تخصيـص شـهر رجـب

بصيــام مـن بـاب " السـنة الحسـنة "

لقـول الرسـول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :

" مـن سـن فـي الإسـلام سـنة حسـنة فلـه

أجرهـا وأجــر مـن عمــل بهـا بعـده ..... " .

ـ الحديـث ـ .

ولـرد هـذه الشـبهة نـورد الحديـث

مـع توضيـح مـراد الشـارع منـه :

ـ عـن المُنْـذِرِ بْـنِ جَرِيـرٍ ،

عَـنْ أَبِيـِه ؛ قـال :

كُنَّـا عِنْـدَ رسـولِ اللهِ ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ

فـي صَـدْرِ النَّهَـارِ .

قـال :

فجـاءهُ قـومٌ حفـاةٌ عـراةٌ

مُجْتَـابِي النِّمَـارِ

(1)

أوِ الْعَبَـاءِ ، مُتَقَلِّـدِي السّـُيُوف

. عَامَّتُهُـمْ مِـنْ مُضَـرَ بَلْ كُلُّهُـمْ

مِـنْ مُضَـرَ فَتَمَعَّـرَ (2)

وَجْـهُ رَسُـولِ اللهِ ـ

صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم ـ

لِمَـا رَأَى بِهِـمْ مِـنَ الفَاقَـةِ

. فَدَخَـلَ ثُـمَّ خَـرَجَ .

فَأَمَـرَ بِـلالاً فَـأَذَّنَ وَأَقَـامَ .

فَصَلَّـى ثُـمَّ خَطَـبَ فَقَـال :

{ يَـا أَيُّهَـا النَّـاسُ اتَّقُـواْ رَبَّكُـمُ الّـَذِي

خَلَقَكُـم مِّـن نَّفْـسٍ وَاحِـدَةٍ ... }

. سورة النساء / آية : 1 .

إلـى آخـر الآيـة . " إنَّ اللهَ كَـانَ عَلَيْكُـمْ رَقِيبـًا " .

والآيَـةَ التـي فـي الحَشْـرِ :

{ يَـا أَيُّهَـا الَّذِيـنَ آمَنُـوا اتَّقُـوا اللهَ وَلْتَنظُـرْ

نَفْـسٌ مَّـا قَدَّمَـتْ لِغَـدٍ وَاتَّقُـوا اللهَ ... }

سورة الحشر / آية : 18 .

تَصَـدَّق (3) رَجُـلٌ مِـنْ دِينَـارِهِ ، مِـنْ دِرْهَمِـهِ ،

مِـنْ ثَوْبِـهِ ، مِـنْ صَـاعِ بُـرِّهِ

، مِـنْ صَاعِ تَمْـرِهِ ( حتـى قَـالَ )

ولَـوْ بِشَـقِّ تَمْـرَةٍ .

قَـالَ :

فَجَـاءَ رَجُـلٌ مِـنَ الأَنْصَـارِ بِصُـرَّةٍ كَـادَتْ

كَفُّـهُ تَعْجِـزُ عَنْهَـا . بَـلْ قَـدْ عَجَـزَتْ .

قـالَ : ثُـمَّ تَتَابَـعَ النَّـاسُ حَتَّـى

رَأَيْـتُ كَوْمَيـنِ مِـنْ طَعَـامٍ وثِيَـابٍ .

حَتَّـى رَأَيْـتُ وَجْـهَ رَسْـولِ اللهِ

صلى الله عليه وعلى آله وسلم

يَتَهَلَّـلُ كَأَنَّـهُ مُذْهَبَـةٌ (4) .

فقـالَ رسـولُ اللهِ ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :

" مَـنْ سَـنَّ فـي الإسْـلامِ سُـنَّةً حَسَـنَةً

، فَلَـهُ أَجْرُهَـا ،

وَأَجْـرُ مَـنْ عَمِـلَ بِهَـا بَعْـدَهُ .

مِـنْ غَيْـرِ أنْ يَنْقُـصَ

مِـنْ أُجُورِهِـمْ شَـيْءٌ " .

ومَـنْ سَـنَّ فـي

الإسْـلامِ سُـنةً سَـيئةً ، كـانَ

عليـهِ وِزْرُهَـا ووِزْرُ

مَـنْ عَمِـلَ بهـا مِـنْ بَعْـدِهِ .

مِـنْ غَيْـرِ أنْ يَنْقُـصَ مِـنْ أوْزَارِهِـمْ شَـيْءٌ " .

صحيح مسلم / ج : 7 / كتاب : الزكاة / باب : 20 /

حديث رقم : 1017 / ص : 142 .

صحيح مسلم . متون / ( 12 ) ـ كتاب : الزكاة / ( 20

) ـ باب : الحث على الصدقة ولو بشق تمرة ... /

حديث رقم : 69 ـ ( 1017 ) / ص : 241 .

-16-

( 1 ) الجَـوْب : القَطْـعُ .

النمـار :

جمـع نَميـرة وهـي كسـاء

مـن صـوفٍ مخطـط .

مجتابيهـا :

أي لابسـيها قـد خرقوهـا فـي رؤوسِـهم

( أي خرقوهـا وقـوروا وسـطها ) .

( 2 ) تمعـر : تغيـر .

( 3 ) تصـدق :

أي ليتصـدق فهـو خبـر بمعنـى الأمـر .

( 4 ) مُذْهَبـة : الصفـاء والاسـتنارة .

* مـن شـرح الحديـث

بصحيـح مسـلم : ص : 145 / ج : 7 .

مـن سـن فـي الإسـلام سـنة

حسـنة فلـه أجرهـا ..... .

فيـه الحـث علـى الابتـداء بالخيـرات ،

وسـن السـنن الحسـنات ،

والتحذيـر مـن اختـراع الأباطيـل والمسـتقبحات .

وسـبب هـذا الكـلام فـي هـذا

الحديـث أنـه قـال فـي أولـه :

( فجـاء رجـل بصـرة كـادت كفـه

تعجـز عنهـا ، فتتابـع النـاس ) .

وكـان الفضـل العظيـم

للبـادي بهـذا الخيـر ،

والفاتـح لبـاب هـذا الإحسـان .

وفـي هـذا الحديـث تخصيـص قولـه

صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم :

" كـل محدثـة بدعـة وكـل

بدعـة ضلالـة " .....

وأن المـراد به المحدثـات

الباطلـة ،

والبـدع المذمومـة .

ا . هـ .

* مـن سـن سـنة حسـنة :

نجـد أن السُّـنَّة الحسـنة

فـي هـذا الحديـث هـي

الصدقـة وهـي لهـا

أصـل فـي الديـن ولكـن

الحـث عليهـا

بالعمـل ( القـدوة ) .....

فيقتـدي بـه النـاس ،

يعتبـر سـنة حسـنة .

وليـس إذن معنـى

السـنة الحسـنة

أن نبتـدع فـي ديـن الله

أي عبـادات ونقـول مـن سـن فـي

الإسـلام سـنة حسـنة .

فـلا يخصـص شـهر

رجـب بصيـام ونقـول مـن

سـن فـي

الإسـلام سـنة حسـنة ..... .

ولا نحتفـل بليلـة

النصـف مـن شـعبان ونحييهـا

ونخصهـا بعبـادات معينـة

تحـت سـتار مـن

سـن فـي الإسـلا

م سـنة حسـنة .

فـلا عبـادة إلا بنـص

مـن القـرآن أو

السـنة الصحيحـة

بفهـم السـلف الصالـح .


-17-

طريــق الخــلاص مـن البــدع

======================

بعـد أن ظهـر جليـًا أن كـل بدعـة ضلالـة ،

فمـا هـو طريـق الخـلاص مـن البـدع التـي

هـي مفتـاح الضـلال ؟

فالجـواب مـا قالـه الرسـول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :

" تركـتُ فيكـم شـيئين ،

لـن تضلـوا بعدهمـا :

كتـاب الله ، وسـنتي ،

ولـن يتفرقـا حتـى

يـردا علـيَّ الحـوض " .

رواه الحاكم عن أبي هريرة /

صحيح الجامع الصغير وزيادته ..... /

الهجائي / تحقيق الشيخ الألباني /

ج : 1 /

حديث رقم : 2937

/ ص : 566 / صحيح .

* عـن جابـر بـن عبـد الله ، قـال :

رأيـت رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ

فـي حجتـه يـوم عرفـة ،

وهـو علـى ناقتـه القصـواء يخطـب ،

فسـمعته يقـول :

" يـا أيهـا النـاس !

إنـي تركـت فيكـم مـا إن أخذتـم بـه لـن تضلـوا :

كتـاب الله ، وعترتـي ؛ أهـل بيتـي " .

سنن الترمذي [ المجلد الواحد ] / تحقيق الشيخ الألباني /

( 46 ) ـ كتاب : المناقب عن رسول الله .....

/ ( 32 ) ـ باب :

مناقب أهل بيت النبي صلى ... /

حديث رقم : 3786 / ص : 855 / صحيح .

فالبـدع فـي حقيقتهـا سـمٌّ ناقـعٌ

، فالحـذر الحـذر

مـن هـذا السُّـمِّ ؛ فإنـه قاتـل

، ومِـلْ مـع الحـقِّ حيـث كـان ،

وكـنْ متيقِّظـًا لخـلاص

مُهْجَتِـك بالاتبـاع ، وتـرك الابتـداع .

إذن " الطريـق الوحيـد للخـلاص

مـن البـدع وآثارهـا السـيئة

هـو الاعتصـام بالكتـاب والسـنة

اعتقـادًا وعِلمـًا وعمـلاً " .

محوطـًا ذلـك كلُّـه بالاهتـداء بهَـدْي السـلف

وفهمِهِـم ونهجِهِـم وتطبيقِهِـم لهذيـن الوحييـن

الشـريفيـن ؛ فَهُـمْ ـ رحمهم الله ـ

أعظـمُ النـاس حبّـًا ، وأشـدُّهم اتباعـًا ،

وأكثرُهـم حرصـًا ، وأعمقهـم علمـًا ،

وأوسـعُهم درايـة .

وترجـع أهميـة هـذا الأمـر :

أنـه الشـرط الثانـي لقبـول أي عبـادة .....

فشـرطي قبـول أي عمـل صالـح همـا :

أن يكـون هـذا العمـل :

1 ـ خالصـًا لله .

2 ـ صوابـًا علـى نهـج رسـول الله

ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ .

وهـذا الطريـق يسـير علـى مـن يسَّـره اللهُ لـه ،

وسـهلٌ علـى مـن سَـهَّلَهُ اللهُ عليـه

، لكنـه يحتـاج

إلـى جهـود علميـة

ودَعَويَّـةٍ متكاتفـةٍ متعاونـةٍ ،

سـاقُها الصِّـدْقُ ،

وأسـاسُها الحـبُّ والأخـوَّةُ ـ بعيـدًا



-18-

عـن أيِّ حزبيـةٍ أو تكتُّـلٍ أو تمحْوِرٍ ـ

ومنطَلَقُهـا العمـلُ بأمـره تعالـى :

{ ... وَتَعَاوَنُـواْ عَلَـى الْبـرِّ

وَالتَّقْـوَى وَلاَ تَعَاوَنُـوا

ْ عَلَـى الإِثْـمِ وَالْعُـدْوَانِ وَاتَّقُـواْ

اللهَ إِنَّ اللهَ شَـدِيدُ الْعِقَـابِ } .

سورة المائدة / آية : 2 .

والله الهـادي ـ وحـده ـ

إلـى سـواءِ السَّـبيل .

فهنيئـًا لمـن وفَّقَـهُ اللهُ فـي

عبادتـه لاتِّبـاع سـنة نبيـه

ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، ولم يخالطهـا ببدعـةٍ

، إذن ؛ فَلْيُبْشِـرْ بتقبـل الله عـز وجـل لطاعتـه ،

وإدخالـه إيـاه فـي جنتـه .

جعلنـا اللهُ مـن المتبعيـن للسـنن كيفمـا دارتْ ،

والمتباعديـنَ عـن الأهـواء حيثمـا مالـتْ ؛

إنـه خيـر مسـؤول ، وأعظـم مأمـول

. وصلـى الله تعالـى وسـلم علـى نبيـه

وعبـده وعلـى آله وصحبـه .

* * * * *

-19-

كلمـــة ذهبيـــة

=============

" اقتصـادٌ فـي سـنةٍ خيـرٌ مـن

اجتهـادٍ فـي بدعـةٍ " .

هـذه الكلمـة الذهبيـة صحَّـت

عـن غيـرِ واحـدٍ

مـن الصحابـةِ ـ

رضي الله عنهم ـ ، منهـم :

أبـو الدرداء

، وعبـد الله بـن مسـعود .

ووردت أيضـًا عـن أُبَـيّ

بـن كعـب رضي الله عنه ؛

كمـا فـي " الحُجَّـة فـي

بيـان المحجـة " .

( 1 / 111 ) ؛ بلفـظ :

" وإن اقتصـادًا فـي سـبيلٍ

وسُـنَّةٍ خيـرٌ مـن

اجتهـادٍ فـي خـلاف

ِ سـبيلٍ وسُـنَّة ،

فانظـرُوا أنْ يكـونَ عملُكـم

إنْ كان اجتهـادًا أ

و اقتصـادًا أن

يكـون ذلـك على منهـاج الأنبيـاء

وسـنتهم صلـوات الله عليهـم " .

رواه اللاكائي ..... .

وهـي كلمـة تعطـي

منهاجـًا عظيمـًا للمسـلم الـذي

يريـد الاتبـاع الصحيـح فـي

أعمالـه وأقوالـه الشـرعية .

وهـذه الكلمـة مأخـوذة مـن عـدة

أحاديـث نبويـة صحيحـة منهـا :

قولـه صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم :

" إياكـم والغلـو فـي الديـن " .

والغلـو مجـاوزة الحـد .

* فعـن ابـن عبـاس ؛ قـال :

قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ

..... غـداة يـوم العقبـة وهـو علـى ناقتـه :

" ..... إياكـم والغلـو فـي الديـن ، ..... " .

سنن ابن ماجه [ المجلد الواحد ] / تحقيق الشيخ الألباني /

( 25 ) ـ كتاب : المناسك / ( 63 ) ـ باب :

قدر حصى الرمي / حديث رقم : 3029 /

ص : 513 / صحيح .

ومنهـا قولـه صلـى الله

عليـه وعلـى آله وسـلم :

* عـن عائشـة قالـت :

قـال رسـول الله

ـ صلى الله عليه وسلم ـ :

" أحـبُّ الأعمـالِ إلـى الله أدومهـا وإن قـل " .

صحيح مسلم . متون / ( 6 )

ـ كتاب : صلاة المسافرين وقصرها / ( 30 ) ـ باب :

العمل الدائم من قيام الليل وغيره /

حديث رقم : 218 ـ ( 783 ) / ص : 188 .

وغيرهـا مـن الأحاديـث .

وقـد طبـق الصحابـة ـ رضي الله عنهم ـ والتابعـون ـ

رحمهم الله تعالى ـ هـذه القاعـدة تطبيقـًا دقيقـًا

، فكانـوا جـد حريصيـن علـى اتبـاع السـنة

ولـو بقليـل عمـلٍ ، ومـن ثَـمَّ ابتعـدوا

عـن البدعـة ابتعـادًا كثيـرًا

، ونفـروا عنهـا ومنهـا ،

ولـو توهَّـم متوهـمٌ أن فـي هـذه

البدعـة اجتهـادًا وزيـادة خيـر ؛ ـ

تذكـر قـول ـ

أبـي الأحـوص وهـو يقـول لنفسـه :


-20-

" يـا سـلام نَـمْ علـى سُـنَّةٍ ،

خيـرٌ مـن أن تقـوم علـى بدعـة " .

علم أصول البدع / على حسن على عبد الحميد .

" ألهمنـا الله وإياكُـم حُسـن المتابعـة ،

وجنبنـا الهـوى والمخالفـة " .

آميـــن .

علم أصول البدع / ص : 88 .

* * * * *

-21-

فهـــرس موضوعــات شـهر رجـب

الموضــوع رقــم الصفحــة

ـ هـدي النبـي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عنـد رؤيـة الهـلال 1

ـ مقدمــة 2

ـ شـهر رجـب الفـرد الحـرام المشـروع فيـه والمبتـدع : 4

* الأشـهر الحـرم 4

* المشـروع فـي هـذا الشـهر 6

* كيـف تكـون متبعًـا غيـر مبتـدع فـي شـهر رجـب 7

* بعـض البـدع التـي يراهـا كثيـر مـن النـاس حسـنة 10

* الأحاديـث الضعيفـة الموضوعـة الواردة فـي فضـل شـهر رجـب 10

* مـا ورد فـي الفـرع والعتيـرة 11

ـ الإســراء والمعـــراج 14

ـ شـــبهة والــرد عليهـا 15

ـ طريــق الخــلاص مـن البــدع 17

ـ كلمـــة ذهبيـــة 19

ـ الفهـــــرس 21

* * * * *


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق